Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 57-57)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : لما ذكر الله تعالى في الآية الأولى ما توعد به الكفار والجاحدين لآياته تعالى ، وعد في هذه الآية المصدقين به تعالى ، والعاملين الأعمال الصالحات ، وهي الحسنات التي هي طاعات الله ، وصالح يجري على وجهين : أحدهما - على من يعمل الطاعة . الثاني - على نفس العمل ويقال : رجل صالح ، ومعناه ذو عمل صالح ، ويقال : عمل صالح ، فيجري عليه الوصف بأنه صالح . وعدهم بأن سيدخلهم جنات وهي جمع جنة وهي البستان التي يجنها الشجر { تجري من تحتها الأنهار } وفيه محذوف ، لأن التقدير تجري من تحتها مياه الأنهار ، لأن الماء هو الجاري دون الأنهار غير أنه بعرف الاستعمال سقط عنه اسم مجاز ، كما سقط في قولهم : هذا شعر امرئ القيس وان كان المراد انه حكاية عنه ، فأما قوله : { واسأل القرية } مجار لا محالة ، لأنه لا بد فيه من تقدير أهلها ، وقوله : { خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواج مطهرة } يعني من النفاس والحيض ومن جميع الأقذار ، والادناس . اللغة : والطهارة نقيض النجاسة . والنجاسة في الاصل هي ما كان نتناً نحو الجيف ، وغيرها ، وشبه بذلك نجاسة الحكم تبعاً للشريعة كما يقال في الخمر : إنها نجسة . وقوله : { ويدخلهم ظلاً ظليلاً } فالظل أصله الستر من الشمس قال رؤبة : كل موضع يكون فيه الشمس ، فتزول عنه ، فهو ظل وفيء . وما سوى ذلك فظل ، لا يقال فيه فيء . والظل : الليل ، لأنه كالستر من الشمس . والظلة : السترة ، وظل يفعل كذا : إذا فعله نهاراً ، لأنه في الوقت الذي يكون للشمس ظل . والاظلال الدنو ، لأن الشيء بدنوه ، كأنه قد ألقى عليك ظله . والاظل : باطن منسم البعير ، لأن المنسم يستره . والظليل : هو الكنين ، لأنه لا شمس فيه ولا سموم . قال الحسن : ربما كان ظل ليس بظليل ، لأنه يدخله الحر والسموم ، فلذلك وصف ظل الجنة بأنه ظليل . ومنه قوله : { وظل ممدود } لأنه ليس كل ظل ممدوداً . وروي أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ، لا يقطعها وهي شجرة الخلد . وقيل : إنما قال { ظلاً ظليلاً } فرقا بينه وبين { ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب } وقيل يدخلهم ظلا ظليلا في الموقف حيث لا ظل إلا ظل عرشه .