Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 63-63)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : { أولئك } اشارة إلى المنافقين الذين تقدم وصفهم ، وإنما قال : يعلم ما في قلوبهم وإن كان معلوماً ذلك بدلالة العقل لأمرين : أحدهما - تأكيداً لما علمناه . والثاني - انه يفيد أنه لا يغني عنهم كتمان ما يضمرونه شيئاً من العقاب ، لأن الله يعلم ما في قلوبهم من النفاق . وكذلك كل ما ذكره الله مما هو معلوم عند المخاطب . إنما الفائدة في مقارنته بما ليس بمعلوم على جهة الاحتجاج به ، أو غيره من الوجوه . وقوله : { فأعرض عنهم وعظهم } جمع بين معنى الاعراض والاقبال . وقيل في معناه ثلاثة أوجه : أحدها - فاعرض عنهم بعداوتك لهم ، وعظهم . الثاني - فاعرض عن عقابهم وعظهم . الثالث - قال الجبائي : أعرض عن قبول الاعتذار منهم . وقوله : { وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً } قال الحسن : القول البليغ الذي أمر به في الآية أن يقول : إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلتكم ، فهذا يبلغ من نفوسهم كل مبلغ . وقال الجبائي : خوفهم بمكاره تنزل بهم في أنفسهم إن عادوا لمثل ما فعلوه . ويجوز أن يكون المراد ازجرهم عما هم عليه بأبلغ الزجر . اللغة : وأصل البلاغة البلوغ ، تقول : بلغ الرجل بالقول بليغ بلاغة ، فهو بليغ : إذا كان بعبارته يبلغ كثير ما في قلبه . ويقال : أحمق بليغ ، وبلغ ومعناه . أنه أحمق يبلغ حيث يريد . وقيل : معناه قد بلغ في الحماقة . وفي الآية دلالة على فضل البلاغة ، وأنها أحد أقسام الحكمة ، لما فيها من بلوغ المعنى الذي يحتاج إلى التفسير باللفظ الوجيز مع حسن الترتيب .