Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خمس آيات فى الكوفي وأربع في الباقي عد الكوفيون " حم " ولم يعده الباقون قرأ بعض الكوفيين ( حم ) رفع بـ ( تنزيل ) و ( تنزيل ) رفع بـ ( حم ) وقال الفراء : ارتفع ( تنزيل ) باضمار ( ذلك ) او هذا تنزيل . وقال البصريون ( تنزيل ) رفع بالابتداء ، وخبره { كتاب فصلت آياته } و { قراناً } نصب على المصدر او الحال ذهب اليه قوم . قد بينا اختلاف المفسرين فى معنى قوله ( حم ) فلا وجه لا عادته . وقيل : فى وجه الاشتراك فى اسماه هذه السور السبع بـ ( حم ) انه للمشاكلة التي بينهما بما يختص به بما ليس لغيرها ، لانه إسم علم أجري على الصفة الغالبة بما يصح فيه الاشتراك ، والتشاكل الذي اختصت به هو ان كل واحدة منها استفتحت بصفة الكتاب مع تقاربها فى الطول والقصر ومع شدة تشاكل الكلام فى النظام ، وحكم الكتاب البيان عن طريق النجاة الذي يصغر كل شيء فى حنب الفائدة به من طريق الهلاك الذي لا صبر للنفس عليه ، وهو على وجوه : منها تبيين الواجب مما ليس بواجب ، وتبيين الأولى فى الحكمه مما ليس بأولى ، وتبيين الجائز مما ليس بجائز ، وتبيين الحق فى الدين من الباطل ، وتبيين الدليل على الحق مما ليس بدليل ، وتبيين ما يرغب فيه مما لا يرغب فيه ، وما يحذر منه مما لا يحذر مثله . وغير ذلك من وجوه أحكامه وهي اكثر من ان تحصى . وقوله { تنزيل من الرحمن الرحيم } وصف الكتاب بأنه تنزيل لأن جبرائيل عليه السلام نزل به على محمد صلى الله عليه وآله وفى ذلك دلالة على حدوثه ، لأن التنزيل لا يكون إلا محدثاً . وقوله { كتاب فصلت آية } أي هذا كتاب ، وإنما وصف القرآن بأنه كتاب وإن كان المرجع فيه إلى كلام مسموع ، لأنه مما ينبغي أن يكتب ويدوّن لأن الحافظ ربما نسيه او نسي بعضه ، فينذكر ، وغير الحافظ فيتعلم منه . وقوله { فصلت آياته } معناه ميزت دلائله . وإنما وصفه بالتفصيل دون الاجمال ، لان التفصيل يأتى على وجوه البيان ، لأنه تفصيل جملة عن جملة او مفرد عن مفرد ، ومدار أمر البيان على التفصيل والتمييز فى ما يحتاج اليه من أمور الدين إذ العلم علمان : علم دين وعلم دنيا وعلم الدين أجلهما واشرفهما لشرف النفع به . وقيل : { فصلت آياته } بالأمر والنهي والوعد والوعيد والترغيب والترهيب . ونصب قوله { قرآناً عربياً } على الحال - في قول الزجاج - وتقديره فصلت آياته في حال جمعه . ووصف بأنه قرآن ، لانه جمع بعضه إلى بعض ، وبأنه عربي لأنه يخالف جميع اللغات التي هي ليست عربية { لقوم يعلمون } أي لمن يعلم العربية . وقوله { بشيراً } أي مبشراً بالجنة وثوابها { ونذيراً } أي مخوفاً من النار وعقابها . وقوله { فأعرض أكثرهم } اخبار منه تعالى عن الكفار أن اكثرهم يعدل عن التفكر فيه وعن سماعه { فهم لا يسمعون } لعدولهم عنه . ويجوز أن يكون مع كونهم سامعين إذا لم يفكروا فيه ولم يقبلوه فكأنهم لم يسمعوه . وقال البلخي : معناه إنهم يفعلون فعل من لا يسمعه ، لأنهم مع سماعه يستثقلونه ويعرضون عن الفكر فيه . ثم حكى ما قاله الكفار من قولهم { قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه } قال مجاهد والسدي : معناه في أغطية وإنما قالوا ذلك لييؤسوا النبي صلى الله عليه وآله من قبولهم دينه ، فهو على التمثيل ، فكأنهم شبهوا قلوبهم بما يكون في غطاء فلا يصل اليه شيء مما وراءه ، وفيه تحذير من مثل حالهم في كل من دعي إلى امر أن لا يمتنع ان يكون هو الحق ، فلا يجوز ان يدفعه بمثل ذلك الدفع { وفي آذاننا وقر } أي ثقل عن استماع هذا القرآن { ومن بيننا وبينك حجاب } قيل الحجاب الخلاف الذى يقتضي أن يكون بمعزل عنك . قال الزجاج : معناه حاجز في النحلة والدين أي لا نوافقك في مذهب { فاعمل إننا عاملون } معناه فاعمل بما يقتضيه دينك ، فانا عاملون بما يقتضيه ديننا ، وقال الفراء : معناه فاعمل في هلاكنا ، فاننا عاملون في هلاكك ، تهديداً منهم .