Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 26-30)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
حكى الله تعالى عن الكفار انهم يقول بعضهم لبعض { لا تسمعوا لهذا القرآن } الذي يقرؤه محمد صلى الله عليه وآله ولا تصغوا إليه { والغوا فيه } لكي تغلبوه ، ويجوز ان تغلبوه ، فاللغو هو الكلام الذي لا معنى له يستفاد ، وإلغاء الكلمة إسقاط عملها ، ويقال : لغا يلغو لغواً ، ولغاً ، قال الراجز : @ عن اللغا ورفث التكلم @@ وإذا كانت جملة الكلام لغواً لا فائدة فيه لم يحسن وإذا كان تأكيداً لمعنى تقدم - وإن لم يكن له معنى في نفسه مفرد - حسن لانه يجري مجرى المتمم للكلمة التي تدل معها على المعنى ، وإن لم يكن له معنى في نفسه . وقال مجاهد : قالوا خلطوا عليهم القول بالمكاء والصفير ، وقال غيره : هو الضجيج والصياح ، وأقسم تعالى فقال { فلنذيقن الذين كفروا } بالله وجحدوا آياته { عذاباً شديداً ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون } قيل : معناه أسوأ الذي كانوا يعملون من المعاصي من جملة ما كانوا يعملون دون غيرها مما لا يستحق به العقاب . وقال قوم : خص بذلك الكبائر - زجراً وتغليظاً - بعينها . واقتصر في الصغير على الجملة فى الوعيد . ثم قال { ذلك } يعني ما تقدم الوعيد به { جزاء أعداء الله } الذين عادوه بالعصيان وكفروا به ، وعادوا أولياءه : من الانبياء والمؤمنين وهي { النار } والكون فيها . فـ ( النار ) رفع بأنه بدل من قوله { ذلك } جزاؤهم وهو دخولهم فيها { لهم فيها دار الخلد } أي منزل دوام وتأبيد { جزاء } لهم وعقوبة على كفرهم به تعالى فى الدنيا وجحدهم لآياته . قال الفراء : هو كقولهم : لأهل الكوفة فيها دار صالحة ، والدار هي الكوفة ، وحسن ذلك لما اختلف لفظاهما ، فكذلك قوله { ذلك جزاء أعداء الله النار } ثم قال { لهم فيها دار الخلد } وهي النار بعينها . وفي قراءة عبد الله { ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد } ، فهذا بين لا شيء فيه لأن الدار هي النار ، فأعداء الله العصاة الذين يعاديهم الله - عز وجل - وليس هو من عداوة الانسان لغيره إلا أن يراد به أنه يعمل عمل المعادي ، كما قال { يخادعون الله والذين آمنوا … } ثم حكى ما يقول الكفار ايضاً ، فانهم يقولون { ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس } قيل : أراد به إبليس الأبالسة وهو رأس الشياطين ، وابن آدم الذي قتل أخاه ، وهو قابيل . روي ذلك عن علي عليه السلام ، لأن قابيل أسس الفساد في ولد آدم . وقيل : هم الدعاة إلى الضلال من الجن والانس . وقوله { نجعلهما تحت أقدامنا } انهم لشدة عداوتهم وبغضهم لهم بما أضلوهم وأغووهم يتمنون ان يجعلوهما تحت اقدامهم ويطؤهم { ليكونا من الأسفلين } وقيل : المعنى فيكونا فى الدرك الاسفل من النار . وقوله { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } اخبار منه تعالى أن الذين يقرون بلسانهم بتوحيد الله ويصدقون أنبياءه ويعترفون بالله { يقولون ربنا الله ثم استقاموا } أي استمروا على ما توجبه الربوبية . وقال الحسن وقتادة وابن زيد : معناه ثم استقاموا على طاعة الله { تتنزل عليهم الملائكة } قال مجاهد والسدي : يعني عند الموت . وقال الحسن : تتنزل عليهم الملائكة تستقبلهم إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة . ويقولون لهم { لا تخافوا } عقاب الله { ولا تحزنوا } لفوات الثواب { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } بها في دار الدنيا جزاء على الطاعات . وموضع { أن لا تخافوا } النصب وتقديره تتنزل عليهم والملائكة بأن لا تخافوا ، فلما حذف الباء نصب ، وفي قراءة عبد الله { لا تخافوا } بلا ( أن ) قبلها ، وتقديره يقولون لهم : لا تخافوا ، وقال مجاهد : معنى لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة ، ولا تحزنوا على ما تخلفونه فى دار الدنيا . وقيل البشرى فى ثلاثة مواضع : عند الموت ، وفي القبر ، وفي البعث .