Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 71-75)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم { ما تشتهيه } الانفس بـ ( هاء ) . الباقون " تشتهي " بلا هاء . وحذف الهاء من الصلة إذا كانت للمفعول حسن ، كقوله تعالى { أهذا الذي بعث الله رسولا } ومن أثبتها ، فلأنه الأصل . لما استثنى الله تعالى المتقين من جملة الاخلاء الذين تنقلب خلتهم عداوة وأن خلتهم باقية وأنه يقال لهم ولأزواجهم إدخلوا الجنة محبورين ، اخبر بما لهم فيها من انواع اللذات ، فقال { يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب } وتقديره تنقل ألوان الطعام اليهم فى صحاف الذهب . ثم يؤتون باكواب الشراب على جهة الاستمتاع فى جميع تلك الأحوال . والصحاف الجامات التي يؤكل فيها الوان الأطعمة واحدها صحفة . والذي يطوف بذلك الوصف او الوصايف من الحور العين الذين يخلقهم الله فى الجنة واكتفى بذكر الصحاف والاكواب عن ذكر الطعام والشراب . وواحد الاكواب كوب وهو إناء على صورة الابريق لا أذن له ولا خرطوم قال الأعشى : @ صليفية طيبا طعمها لها زبد بين كوب ودنّ @@ وهو كالكأس للشراب . وقال السدي : الصحاف القصاع . وقوله تعالى { وفيها } يعني فى الجنة { ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين } وإنما اضاف الالتذاذ إلى الاعين وهو للسان لأن المناظر الحسنة سبب من اسباب اللذة ، فاضافتها إلى هذه الجهة احسن وأبلغ لما فيه من البيان مع الايجاز ، لأنه الموضع الذى يلتذ الانسان به عند رؤيته بعينه . ثم قال { وأنتم فيها } يعني فى الجنة وفي هذه الأنواع من اللذات { خالدون } أى مؤبدون . وقوله { وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون } قال الحسن : ورّث الله تعالى الذين اطاعوه وقبلوا امره ونهيه منازل الذين عصوه ولم يقبلوا أمره ونهيه . ويجوز ان يكون المراد لما كانت الجنة جزاء على أعمالهم التي عملوها وعقيب ذلك عبر عن ذلك بأنهم أورثوها . ثم بين ما لهم في الجنة ايضاً فقال { لكم } معاشر المتقين { فيها } يعني في الجنة { فاكهة كثيرة } أى ثمار عظيمة { منها تأكلون } . ثم اخبر تعالى عن حال أهل النار والعصاة فقال { إن المجرمين } يعني الذين عصوا الله { في عذاب جهنم } وعقابها { خالدون } أى دائمون { لا يفتر عنهم العذاب } واصل الفتور ضعف الحرارة { وهم فيه } يعني في العذاب { مبلسون } أى يائسون من رحمة الله وفرجه - وهو قول قتادة - والابلاس اليأس من الرحمة من شدة الحيرة ، يقال أبلس فلان إذا تجبر عند انقطاع الحجة .