Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 21-25)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو عمرو { بما يعملون بصيراً } بالياء على الخبر . الباقون بالتاء على الخطاب لما ذكر الله تعالى انه وعد المؤمنين مغانم كثيرة يأخذونها وانه عجل لهم هذه منها ، يعني غنائم خيبر وعدهم بالغنائم الأخر ، فقال { وأخرى لم تقدروا عليها } أي وغنيمة أخرى - عن ابن عباس والحسن - إنها فارس والروم . وقال قتادة : هي مكة { قد أحاط الله بها } أي قدر الله عليها واحاط بها علماً فجعلهم بمنزلة ما قد أدير حولهم بما يمنع ان يفلت احد منهم { وكان الله على كل شيء قديراً } أي ما يصح أن يكون مقدوراً له ، فهو قادر عليه . ثم قال { ولو قاتلكم الذين كفروا } يعني من قريش يا معشر المؤمنين { لولوا الأدبار } منهزمين بخذلانه إياهم ونصرة الله إياكم ، ومعونته لكم - فى قول قتادة - { ثم لا يجدون } يعني الكفار { ولياً } يواليهم { ولا نصيراً } يدفع عنهم . وقوله { سنة الله التي قد خلت من قبل } معناه سنة الله جارية فى خذلانه أهل الكفر ونصرة أهل الايمان في ما مضى من الامم السالفة ، ونصره هو أمره بالقتال { ولن تجد } يا محمد { لسنة الله تبديلاً } أي لن تجد لسنة الله ما يدفعها فالسنة الطريقة المستمرة في معنى ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها . ومن سن سنة سيئة فعليه اثمها واثم من عمل بها " والتبديل رفع احد الشيئين وجعل الآخر مكانه ، في ما حكم أن يستمر على ما هو به ولو رفع الله حكما يأتي بخلافه لم يكن تبديلا لحكمه لأنه لا يرفع شيئاً إلا في الوقت الذي تقتضي الحكمة رفعه ، وقال ابن عباس : كان المشركون بعثوا أربعين رجلا ليصيبوا من المسلمين ، فأتى بهم رسول الله ، فخلى سبيلهم ، وهو المراد بقوله { وهو الذي كف أيديهم عنك } بالرعب { وأيديكم عنهم } بالنهي نزلت في أهل الحديبية واهل مكة ، لا في أهل خيبر . وقيل لهم ينهوا عن قتالهم ، لانهم لا يستحقون القتل بكفرهم وصدهم لكن للابقاء على المؤمنين الذين فى ايديهم { ببطن مكة من بعد أن اظفركم عليهم } يعني فتح مكة { وكان الله بما تعملون بصيراً } يدبركم بحسب ما تقتضيه مصالحكم وقوله { هم الذين كفروا } أي بوحدانية الله ، وهم كفار قريش { وصدوكم عن المسجد الحرام } في الحديبية ، وصدوكم أن تعتمروا وتطوفوا بالبيت { والهدي معكوفاً أن يبلغ محله } أي المحل الذي يحل نحره فيه . والمعكوف المحبوس أي منعوا الهدي ايضاً ليذبح بمكة ، لأن هدي العمرة لا يذبح إلا بمكة كما لا يذبح هدي الحج إلا بمنى ، ثم قال { ولولا رجال مؤمنون } بالله ومصدقون بالنبي { ونساء مؤمنات } مثل ذلك بمكة - في قول قتادة - { لم تعلموهم } أي لم تعلموا بايمانهم { أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم } أي ينالكم أثم لاجلهم من غير علم منكم بذلك - في قول ابن زيد - وقال قوم : معناه عنت . وقال ابن اسحاق : هو غرم الدية في كفارة قتل الخطأ عتق رقبة مؤمنة ومن لم يطق فصيام شهرين ، وهو كفارة قتل الخطأ في الحرب . وجواب لولا محذوف ، وتقديره ولولا المؤمنون الذين لم تعلموهم لوطئتم رقاب المشركين بنصرنا إياكم . والمعكوف الممنوع من الذهاب فى جهة بالاقامة في مكانه ، ومنه الاعتكاف ، وهو الاقامة في المسجد للعبادة ، وعكف على هذا الأمر يعكف عكوفاً إذا اقام عليه . وقوله { ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا } أي لو تميز المؤمنون منهم ، وقيل لو تفرقوا والمعنى واحد { لعذبنا الذين كفروا منهم } يعني من أهل مكة { عذاباً أليماً } بالسيف والقتل والاليم المؤلم ، وكان النبي صلى الله عليه وآله : ساق سبعين بدنة في عام الحديبية ، ودخل في العام المقبل لعمرة القضاء في الشهر الذي صد فيه ونزل قوله { الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص } ذكره قتادة .