Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 24-24)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا إخبار عن قوم موسى أنهم قالوا : لا ندخل هذه المدينة ما دام الجبارون فيها ، لانهم جنبوا وخافوا من قتال الجبارين لعظم أجسامهم وشدة بطشهم ، ولم يثقوا بوعد نبيهم بالنصر لهم عليهم والغلبة لهم . وقوله { فاذهب أنت وربك } إِنما أبرز الضمير ليصح العطف عليه ، لانه لا يجوز العطف على الضمير قبل أن يؤكد . وإنما جاز في قوله { فأجمعوا أمركم وشركاءكم } ذلك ، لأن ذكر المفعول صار عوضاً عن المنفصل مثل ( لا ) في { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } وإنما لم يقرن قوله { اذهب أنت وربك فقاتلا } بالنكير - إِذ الذهاب لا يجوز عليه تعالى - لأمرين : أحدهما - لأن الكلام كله يدل على الافكار عليهم والتعجب من جهلهم في تلقيهم أمر نبيهم بالردِّ له والمخالفة عليه . الثاني - لانهم قالوا ذلك على المجاز بمعنى وربك معين لك - على ما ذكره البلخي - والأول أقوى لأنه أظهر من أولئك الجهال . وإنما يتأول على ما قاله البلخي لو كانوا ممن لا يجوز عليهم مثل ذلك . وقال الحسن : هذا القول منهم يدل على أنهم كانوا مشبهة وأنهم كفروا بذلك بالله . وقال أبو علي : إِن كانوا قالوه على وجه الذهاب من مكان الى مكان فهو كفر ، لان ذلك جل بالله تعالى . وإِن قالوه على وجه الخلاف فهو فسق . فان قيل : هل يجوز وصفه تعالى بالقتال كما قال { قاتلهم الله أنى يؤفكون } قلنا : هذا مجاز ، والمعنى إِن عداوته لهم عداوة المقاتل ، وانه يحل بهم ما يحله بالمقاتل المستعلي بالاقتدار وعظم السلطان ، وليس كذلك قول هؤلاء الجهال .