Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 99-99)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أنذر تعالى في الآية الأولى شدة العقاب وبشَّر بالعفو والغفران ذكر في هذه أنه ليس على الرسول إِلا البلاغ . وأما القبول والامتثال فانه متعلق بالمكلفين المبعوث اليهم . وأصل الرسول الاطلاق من قولهم أرسل الطير إِرسالا اذا أطلقه ومنه قولهم : ترسَّل في القراءة ترسلاً اذا تثبت . واسترسل الشيء اذا تسلل وانطلق . ورسله مراسلة ، وتراسلوا تراسلاً . والرسل اللبن لاسترساله من الضرع . وفي الحديث " اعطي من رسلها " وقوله : { والمرسلات عرفاً } قيل : هي الخيل . وقيل هي الرياح . والفرق بين الرسول والنبي أن النبي لايكون الا صاحب المعجز الذي ينبىء عن الله أي يخبر ، والرسول اذا كان رسول الله فهو بهذه الصفة ، وقد يكون الرسول رسولا لغير الله ، فلا يكون بهذه الصفة . والانباء عن الشيء قد يكون من غير تحميل النبأ . والارسال لايكون الا بتحميل الرسالة . والبلاغ وصول المعنى الى غيره ، وهو ها هنا وصول الانذار الى نفوس المكلفين . وأصل البلاغ البلوغ تقول : بلغ يبلغ بلوغاً وأبلغه ابلاغاً وتبلغ تبلغاً وبالغ مبالغة وبلغه تبليغاً ، ومنه البلاغة لأنها إِيصال المعنى الى النفس في حسن صورة من اللفظ . وتبالغ الرجل اذا تعاطى البلاغة وليس ببليغ ، وفي هذا بلاغ أي كفاية لأنه يبلغ مقدار الحاجة . { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } معناه أنه لا يخفى عليه شيء من احوالكم التي تظهرونها أو تخفونها وتكتمونها وفي ذلك غاية التهديد والزجر .