Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 41-45)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير { يوم تشقق } مشددة الشين على معنى تتشقق وحذف احدى التائين : والتشقق التفطير . يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله والمراد به جميع المكلفين { واستمع } أي اصغ إلى النداء وتوقعه { يوم ينادي المنادي } فالنداء الدعاء بطريقة يا فلان ، وكأن الناس يدعون فيقال لهم : يا معشر الناس قوموا إلى الموقف للجزاء والحساب ، وقيل : ينادي المنادي من الصخرة التي فى بيت المقدس ، فلذلك قال { من مكان قريب } فيقول : يا أيها العظام البالية قومي لفصل القضاء وما اعد من الجزاء - فى قول قتادة - { من مكان قريب } أي يسمع الخلق كلهم على حد واحد ، فلا يخفى على احد لا قريب ولا بعيد وقوله { يوم يسمعون الصيحة بالحق } فالصيحة المرة الواحدة من الصوت الشديد ونقيضها الخدة تقول صاح يصيح صياحاً وصيحة ، فهو صائح ، وتصايح وتصايحوا فى الأمر تصايحا ، وصيح تصييحاً وصايحه مصايحة ، وهذه الصيحة هي النفخة الثانية للحشر إلى أرض الموقف { ذلك يوم الخروج } . وقوله { إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير } اخبار منه تعالى عن نفسه بأنه هو الذي يحيي الخلق بعد ان كانوا جماداً أمواتاً . ثم يميتهم بعد أن كانوا أحياء ثم يحييهم يوم القيامة وإلى الله يصيرون ويرجعون يوم القيامة { يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً } أي الينا المصير في اليوم الذي تشقق الارض عن الأموات { سراعاً } أي بسرعة لا تأخير فيها ثم قال { ذلك حشر علينا يسير } أي سهل علينا غير شاق . والحشر الجمع بالسوق من كل جهة . ثم قال { نحن أعلم بما يقولون } يعني هؤلاء الكفار من حجدهم نبوتك وإنكارهم البعث والنشور ، لا يخفى علينا من أمرهم شيء { وما أنت عليهم } يا محمد { بجبار } قال الحسن : ما أنت عليهم برب تجازيهم بأعمالهم . وإنما أنا المجازي لهم . وقيل : وما انت عليهم بفظ في دعائهم إلى توحيد الله وإخلاص عبادته . والجبار العالي السلطان بأنه قادر على اذلال جميع العصاة بحسب الاستحقاق وهذه الصفة لا تصح إلا لله تعالى وحده ، فان وصف بها الانسان كان ذماً ، لانه جعل لنفسه من المقدرة ما ليس لها ، وانشد الفضل : @ عصينا حرمة الجبار حتى صبحنا الخوف الفاً معلمينا @@ وقيل { وما أنت بجبار } أي لا تتجبر عليهم ، قال الفراء : يجوز ان يكون لا يجبرهم على الاسلام يقال : جبرته على الامر واجبرته بمعنى واحد . وقال غيره : لم يسمع ( فعال ) من ( أفعلت ) إلا ( دراك ) من ( أدركت ) ويكون الجبار العالي السلطان على كل سلطان باستحقاق ، ويكون العالي السلطان بادعاء . ثم قال { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } إنما خص بالتذكير من يخاف وعيد الله ، لانه الذي ينتفع به وإن كان تذكيره متوجهاً إلى جميع المكلفين . قال الزجاج : إنما قال الله للنبي صلى الله عليه وآله ذلك قبل ان يأمره بالقتال .