Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 56-62)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { هذا نذير } إشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله - في قول قتادة - وقال ابو مالك : هو إشارة إلى القرآن { من النذر الأولى } في صحف إبراهيم وموسى . يقول الله تعالى { هذا } يعني محمداً { نذير } أي مبين لما ينبغي أن يحاذر منه وما ينبغي ان يرغب فيه بأحسن البيان ، وهذه صفة رسل الله عليهم السلام . والنبي أحسن الناس انذاراً وأكرمهم إبلاغاً لما امر الله بتبليغه إلى أمته . وقوله { من النذر الأولى } من جملة الرسل الذين بعثهم الله ، وإن كان هو آخرهم ، كما تقول : هو من بني آدم ، وإن كان أحدهم . وقوله { أزفت الآزفة } معناه دنت القيامة ، وهي الدانية . قال النابغة الذبياني @ ازف الترحل غير ان ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد @@ وقال كعب بن زهير : @ بان الشباب وامسى الشيب قد أزفا ولا ارى لشباب ذاهب خلفا @@ وإنما سميت القيامة آزفة ، وهي الدانية ، لان كل آت قريب ، فالقيامة قد قربت بالاضافة إلى ما مضى من المدة من لدن خلق الله الدنيا . وقوله { ليس لها من دون الله كاشفة } معناه لا يقدر أن يقيمها إلا الله وحده ، وليس يجلي عنها ويكشف عنها سواه . وقيل كاشفة أي جامعة كاشفة أي نفس كاشفة ، ويجوز ان يكون مصدراً مثل العافية والعاقبة والواقية ، فيكون المعنى ليس لها من دون الله كشف أي ذهاب أي لا يقدر أحد غير الله على ردها . وقال الحسن : هو مثل قوله { لا يجليها لوقتها إلا هو } وقيل : كاشفة بمعنى الانكشاف كقوله { ليس لوقعتها كاذبة } ومثله { ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم } أي خيانة . والسامد اللاهي ، يقال دع عنك سمودك أي امرك ، وكأنه المستمر في اللهو ، يقال : سمد يسمد سموداً فهو سامد ، وقال الشاعر : @ قيل قم فانظر اليهم ثم دع عنك السمودا @@ ويقال للجارية : اسمدي لنا أى غني . وقوله { فاسجدوا لله واعبدوا } أمر من الله تعالى بالسجود له والصلاة وان يعبدوه خالصاً مخلصاً لا يشركون به احداً في العبادة ، فتعالى الله عن ذلك ، وفي الآية دلالة على ان السجود - ها هنا - فرض على ما يذهب اليه اصحابنا لان الأمر يقتضي الوجوب .