Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 113-113)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

العامل في قوله { ولتصغى } قوله { يوحي } وهي لام الغرض وتقديره يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول ليغرونهم ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ، وتكون الهاء في قوله { إليه } عائدة الى القول المزخرف ، ولا يجوز أن يكون العامل فيها جعلنا ، لان الله تعالى لا يجوز أن يريد منهم أن تصغى قلوبهم الى الكفر ووحي الشياطين ، اللهم الا ان يجعلها لام العاقبة كما قال { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا } غير ان هذا غير معلوم أن كل من أرادوا منه الصغو صغى ، ولم يصح ذلك أيضا في قوله { وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون } لانه غير معلوم حصول جميع ذلك . وعلى ما قلناه يكون جميع ذلك معطوفا بعضه على بعض ويكون مرادا كله للشياطين . وقال الجبائي : ان هذه لام الامر ، والمراد بها التهديد ، كما قال { واستفزز } وقال { اعملوا ما شئتم } قال لان علامة النصب والجزم تتفق في سقوط النون في قوله { وليرضوه وليقترفوا } وهذا غير صحيح ، لانها لو كانت لام الامر لقال { ولتصغ } بحذف الالف وما قاله انما يمكن ان يقال في قوله { وليرضوه وليقترفوا } فأما في قوله { ولتصغى } فلا يمكن ، فبان بذلك أنها لام كي . وقال الزجاج والبلخي : اللام في { ولتصغى } لام العاقبة وما بعده لام الامر الذي يراد به التهديد ، وهذا جائز غير أن فيه تعسفا . ومعنى ( صغا ) مال و { لتصغى } أي لتميل ، وهو قول ابن عباس وابن زيد ، تقول : صغوت اليه أصغى صغوا وصغوا وصغيت أصغي بالياء أيضا وأصغيت اليه اصغاء بمعنى قول الشاعر : @ ترى السفيه به عن كل محكمة زيغ وفيه الى التشبيه اصغاء @@ ويقال أصغيت الاناء اذا أملته لتجمع ما فيه فاصله الميل لغرض من الاغراض . وقوله { وليقترفوا } عطف على { ولتصغى } والاقتراف اكتساب الاثم ، ومعناه وليكتسبوا الاثم - في قول ابن عباس وابن زيد والسدي - ويقال : خرج يقترف لاهله أي يكتسب لهم . وقارف فلان هذا الامر اذا واقعه وعمله وقرفتني بما ادعيت علي أي رميتني بالريبة ، وقرف القرحة أي أقشر منها ، واقترف كذبا قال رؤبة : @ أعيا أقتراف الكذب المقروف يقوي البغي وعفة العفيف @@ وأصله اقتطاع قطعة من الشيء ولام كي تنصب باضمار ( أن ) مثل ( حتى ) غير أنها قد تظهر مع اللام ، ولا تظهر مع ( حتى ) لان ( حتى ) محمولة على التأويل ، ومعناها ( الى أن ) لما فى ( حتى ) من الاشتراك . وليس في اللام حمل على تأويل حرف آخر . وقال البلخي : الاقتراف الادعاء والتهمة ، يقول الرجل لغيره : أنت قرفتني أي نسبتني الى التهم .