Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 136-136)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ الكسائي { بزعمهم } بضم الزاي في الموضعين . الباقون بفتحها . وفي الزعم ثلاث لغات : الفتح والضم ، والكسر مثل فتك وفتك وفتك . وقبل وقبل وقبل . وَوِدَّ ووَدَّ وُودَّ . ولم يقرأ بالكسر احد . فالفتح لغة اهل الحجاز ، والضم لغة تميم ، والكسر لغة بعض بني قيس . اخبر الله تعالى عن الكفار الذين تقدم وصفهم أنهم يجعلون شيئا من أموالهم لله وشيئا لشركائهم تقربا اليهما ، من جملة ما خلقه الله واخترعه ، لان الذرأ هو الخلق على وجه الاختراع ، واصله الظهور ، ومنه ملح ذَرآني وذِرآني ، لظهور بياضة . والذرأة ظهور الشيب . قال الراجز : @ وقد علتني ذَرأة بادي بدي وَرِيثة تنهض في تشددي @@ يقال : ذرأ الله الخلق يذرأهم ذرءاً وذروا . ويقال : ذرئت لحيته ذرءاً اذا شابت . ومنه طعنه فأذراه - غير مهموز - اذا ألقاه ، وذرت الريح التراب تذروه ذروا اذا أبادته ، وذروة كل شيء أعلاه . و { الحرث } الزرع و { الحرث } الارض التي تثار للزرع ، ومنه حرثها يحرثها حرثا ، ومنه قوله { نساؤكم حرث لكم } لان المرأة للولد كالارض للزرع و { الأنعام } المواشي من الابل والبقر والغنم ، مأخوذ من نعمة الوطىء ، ولا يقال لذوات الحافر : أنعام . وانما جعلوا الاوثان شركاءهم ، لانهم جعلوا لها نصيبا من أموالهم ينفقونه عليها فشاركوها في نعمهم . وقوله { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ، وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم } قيل في معناه ثلاثة اقوال : احدها - قال ابن عباس وقتادة : انه اذا اختلط شيء مما جعلوه لاوثانهم بشيء مما جعلوه لله ردوه الى ما لاوثانهم ، واذا اختلط بشيء مما جعلوه لله لم يردوه الى ما لله . الثاني - قال الحسن والسدي : كان اذا هلك الذي لاوثانهم أخذوا بدله مما لله ، ولا يفعلون مثل ذلك في ما لله ( عز وجل ) . الثالث - قال ابو علي : انهم كانوا يصرفون بعض ما جعلوه لله في النفقة على اوثانهم ، ولا يفعلون مثل ذلك فيما جعلوه للاوثان . وقوله { ساء ما يحكمون } فيه قولان : احدهما - قال الزجاج : تقديره ساء الحكم حكمهم ، فيكون على هذا موضع ( ما ) رفعا . وقال الرماني : يجوز ان يكون موضع ( ما ) نصبا وتقديره ساء حكما حكمهم .