Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 138-138)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى عن هؤلاء الكفار انهم { قالوا هذه أنعام وحرث } يعني الانعام والزرع الذي جعلوهما لآلهتهم وأوثانهم . وقوله { بزعمهم } يدل على أنهم فعلوا ذلك بغير حجة بل بقولهم العاري عن برهان . وقيل في الانعام الاولى قولان : احدهما - قال الجبائي : التي ذكرها أولا فهو ما جعلوه لاوثانهم كما جعلوا الحرث للنفقة عليها في خدامها وما ينوب من أمرها . وقيل : قرباناً للاوثان . وأما الانعام التي ذكرت ثانياً ، فهي السائبة والبحيرة والحام ، وهو الفحل الذي يخلونه ويقولون : حمى ظهره ، وهو قول الحسن ومجاهد . وأما التي ذكرت ثالثا - قيل فيه قولان : أحدهما التي إِذا ولَّدوها أو ذبحوها أو ركبوها لم يذكروا اسم الله عليها ، وهو قول السدي وغيره . والثاني قال ابو وائل هي التي لا يحجون عليها . وقوله { حجر } معناه حرام تقول : حجرت على فلان كذا أي منعته منه بالتحريم ، ومنه قوله { حجرا محجورا } والحجر لامتناعه بالصلابة ، والحجر العقل للامتناع به من القبيح ، قال المتلمس : @ حنت الى النخلة القصوى فقلت لها حجر حرام ألا تلك الدهاريس @@ وقال رؤبة : @ وجارة البيت لها حجريٌّ @@ وقال الآخر : @ فبت مرتفقاً والعين ساهرة كأن نومي عليَّ الليل محجور @@ وقيل : حجر وحرج مثل جذب وجبذ ، وبه قرأ ابن عباس . وبضم الحاء قراءة الحسن وقتادة . ويقال : حِجر وحَجر وحُجر بمعنى المنع بالتحريم ، وحَجر الانسان ، وحِجره بالكسر والفتح . وانما أعيبوا بتحريم ظهور الانعام ، والواجب تحريمها عقلا حتى يرد سمع باباحته ، لانهم حرموا ذلك على وجه الكذب على الله ، وانه اوجب ذلك اذا كانت على صفة مخصوصة . وانما أعيبوا بأكلها بعد ذبحها ، وهي حينئذ تجري مجرى الميتة ، وذلك لا يعلم تحريمه عقلا ، لانهم ادعوا انه على وجه التذكية إِفتراء على الله ، فقصدوا به هذا القصد ، ولذلك أعيبوا بتملكها وان كانوا سبقوا اليها ، وانما وجب تحريم الانتفاع باستهلال الانعام ، لان الايلام لا يحسن الا مع تضمن العوض الموافي عليه ، وذلك مفتقر الى السمع . وقوله { افتراء } يعني كذبا ، وفي نصبه قولان : أحدهما - قالوا : إِفتراء على الله ، الثاني - لا يذكرون اسم الله افتراء على الله ، كأنه قيل : افتروا بتركهم التسمية الذي أضافوه الى الله إِفتراء عليه .