Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 144-144)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين } تفصيل لتمام الثمانية أزواج التي أجملها في الآية الاولى . وقد بينا معنى قوله { آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين } واصل الاشتمال الشمول تقول : شملهم الامر يشملهم شمولا فهو شامل ، ومنه الشمال لشمولها على ظاهر الشيء وباطنه بقوتها ولطفها والشمول الخمر لاشتمالها على العقل . وقيل : لان لها عصفة كعصفة الشمال . وقوله { أم كنتم شهداء إِذ وصاكم الله بهذا } فـ ( أم ) معادلة لقوله { آلذكرين } وانما قال { أم كنتم شهداء إِذ وصاكم الله بهذا } لان طرق العلم اما الدليل الذي يشترك العقل في ادراك الحق بها أو المشاهدة التي يختص بها بعضهم دون بعض ، فاذا لم يكن واحد من الامرين سقط المذهب . والمعنى أعلمتم ذلك بالسمع والكتب المنزلة فأنتم لا تقرون بذلك أم شافهكم الله به فعلتموه ؟ ! فاذا لم يكن واحد منهما علم بطلان ما تذهبون اليه . والوصية مقدمة مؤكدة فيما يفعل او يترك ، يقال : وصاه يوصيه توصية وأوصاه يوصيه إِيصاء ، والوصي الموصى اليه . وقوله { فمن أظلم ممن افترى على الله } يعني من أظلم لنفسه ممن يكذب عليه فيضيف اليه تحريم ما لم يحرمه وتحليل ما لم يحلله { ليضل الناس بغير علم } أي عمل القاصد الى إِضلالهم من اجل دعائه الى ما يشك بصحته مما لا يؤمن ان يكون فيه هلاكهم وان لم يقصد إِضلالهم ، فلذلك قال { ليضل الناس بغير علم } . ثم أخبر { إن الله لا يهدي } الى الثواب { القوم الظالمين } لانهم مستحقون للعقاب الدائم بكفرهم وضلالهم .