Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 16-16)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفة الا حفصاً ، ويعقوب { من يصرف } بفتح الياء وكسر الراء . الباقون بضم الياء وفتح الراء . وفاعل { يصرف } هو الضمير العائد الى " ربي " من قوله : { إِني أخاف إن عصيت ربي } . ويكون حذف الضمير العائد الى العذاب ، والمعنى من يصرف الله عنه ، وكذلك هو في قراءة أبي . قال أبو علي : وليس حذف الضمير بالسهل لانه ليس بمنزلة الضمير الذي يحذف من الصلة اذا عاد الى الموصول ، نحو { أهذا الذي بعث الله رسولا } و { سلام على عباده الذين اصطفى ءالله } أي بعثهم الله واصطفاهم ، ولا يعود الضمير المحذوف - ها هنا - الى موصول ولا الى { من } التي للجزاء ، وانما يرجع الى العذاب من قوله { إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } ، وليس هذا بمنزلة قوله { والحافظين فروجهم } لان هذا فعل واحد قد تكرر وعدي الاول فيهما الى المفعول ، فعلم بتقدير الاول أن الثاني بمنزلته . والذي يحسن قراءة من قرأ { يصرف } بفتح المياء أن ما بعده من قوله { فقد رحمه } فعل مسند الى ضمير اسم الله . فقد اتفق الفعلان في الاسناد الى هذا الضمير ، فيمن قرأ { يصرف } بفتح الياء . ويقويه أيضا أن الهاء المحذوفة من ( يصرفه ) لما كان في حيز الجزاء ، وكان ما في حيزه في أنه لا يتسلط على الموصول ، حسن حذف الهاء منه كما حسن حذفها من الصلة . ومن ضم الياء فالمسند اليه الفعل المبني للمفعول ضمير العذاب المتقدم ذكره ، ويقوي ذلك قوله { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم } ألا ترى أن الفعل بني للمفعول ، وفيه ضمير العذاب . وقال الزجاج : التقدير من يصرف الله عنه العذاب فيمن فتح الياء . ومن ضم الياء ، فتقديره من يصرف عنه العذاب .