Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 19-19)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلفوا في الهمزتين اذا كانت الاولى مفتوحة ، والثانية مكسورة من كلمة واحدة نحو ( أئنك ) و ( أإذا ) و ( أإنا ) و ( أإفكا ) فقرأ ابن عامر وأهل الكوفة وروح بتحقيق الهمزتين حيث وقع إِلا في قوله { أئنكم لتشهدون } ها هنا . وفي الاعراف { أئنكم لتأتون الرجال } و { أإن لنا لأجراً } و ( أاما ) حيث وقع . و { أإنك لأنت يوسف } و { أإذا ما مت } وفي العنكبوت { أإنكم لتأتون الفاحشة } و { أإنا لمغرمون } في الواقعة . والاستفهامين في الرعد . وبني اسرائيل . والمؤمن . والنحل . وسجدة لقمان . والصافات . والواقعة . والنازعات . وسنذكر الخلاف فيها في مواضعها . الباقون بتحقيق : الاولى وتليين الثانية . وفصل بينهما بألف أهل المدينة . الا ورشاً ، وابو عمرو ، والحلواني عن هشام ، وافقهم الداجوني عن هشام على الفصل في قوله { أإِنا لتاركوا آلهتنا } . و { أإذا متنا } في ( ق ) . وأما قوله { أئنكم } . ها هنا فقرأه ابن عامر وأهل الكوفة الا الكسائي عن أبي بكر وروح بتحقيق الهمزتين إِلا أن الحلواني عن هشام يفصل بينهما بألف الباقون بتحقيق الاولى وتليين الثانية . وفصل بينهما بألف أهل المدينة الا ورشاً وأبو عمرو والكسائي عن أبي بكر . وقد روي عن الكسائي عن أبي بكر أنه لا يفصل . أمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) أن يقول لهؤلاء الكفار { أي شيء أكبر شهادة } لانهم كانوا مقرين بأنه لا شىء أكبر شهادة من الله ، واذا أقروا بأنه الله حينئذ أمره أن يقول لهم هو الشهيد بيني وبينكم على ما بلغتكم ونصحتكم وقررت عندكم من أن إِلهكم إِله واحد ، وعلى براءتي من شرككم . والوقوف على قوله { قل الله } وقف تام . وفي الآية دلالة على من قال : لا يوصف تعالى بأنه شيء . لانه لو كان كما قال لما كان للآية معنى كما أنه لا يجوز أن يقول القائل : أي الناس أصدق ؟ فيجاب بـ ( جبرائيل ) لما لم يكن من جملة الناس بل كان من الملائكة . فان قيل قوله { أي شيء أكبر شهادة } تمام ، وقوله { قل الله } ابتداء ، وليس بجواب ، ولو كان جوابا كان ما بعده من قوله { شهيد بيني وبينكم } لا ابتداء له ولا معنى له ؟ ! قيل : لسنا ننكر ذلك - الا أن هذا وان كان هكذا لولا أنه متقرراً عند السائل والمسؤل - ان الله شهيد - ما كان للكلام معنى ، ولكان قوله : { قل أي شيء أكبر شهادة } لغوا وحشوا ، وذلك منزه عن كلامه تعالى . وقوله : { لأنذركم به ومن بلغ } وقف تام . أي من بلغه القرآن الذي أنذرتكم به ، فقد انذرته كما انذرتكم ، وهو قول الحسن رواه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : انه قال : " من بلغه أني أدعو الى لا إِله الا الله ، فقد بلغه " . يعني بلغته الحجة ، وقامت عليه . وقال مجاهد : { لأنذركم به } يعني اهل مكة . { ومن بلغ } من أسلم من العجم وغيرهم . وقوله { آلهة أخرى } ولم يقل اخر ، لان الآلهة جمع والجمع يقع على التأنيث ، كما قال : { ولله الأسماء الحسنى } و { قال فما بال القرون الأولى } ولم يقل الاول . والشاهد : هو المبين لدعوى المدعي . قال الحسن : قال المشركون لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : من يشهد لك ؟ فنزلت هذه الآية . وهي قوله : { وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به } أي اني أخوفكم به ، لان الانذار هو الاعلام على وجه التخويف . { ومن بلغ } يعني القرآن و ( من ) في موضع نصب بالانذار . ثم قال موبخا { أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } ثم قال لنبيه : قل أنت يا محمد : لا أشهد بمثل ذلك بل اشهد انه إِله واحد { وإنني برىء مما تشركون } بعبادته مع الله واتخاذه إِلهاً .