Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 37-37)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن كثير { ينزل } بالتخفيف . الباقون بالتشديد . ومعنى { وقالوا } اخبار عما قاله الكفار من انهم قالوا { لولا } ومعناه : هلا { أنزل عليه آية } يعني الآية التي سألوها واقترحوا أن يأتيهم بها من جنس ما شاءوا لما قالوا { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } يعنون فلق البحر واحياء الموتى . وانما قالوا ذلك حين أيقنوا بالعجز عن معارضته فيما أتى به من القرآن ، فاستراحوا الى أن يلتمسوا مثل آيات الاولين ، فقال الله تعالى { أو لم يكفهم أنا نزلنا عليك الكتاب } وقال ها هنا قل يا محمد { إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون } ما في إِنزالها من وجوب الاستئصال لهم اذا لم يؤمنوا عند نزولها . وما في الاقتصار بهم على ما أوتوا من المصلحة لهم . وبين في آية أخرى انه لو أنزل عليهم ما أنزل لم يؤمنوا ، وهو قوله { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة } الى قوله : { ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله } ان يكرههم . وقال { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون } يعني الآيات التي اقترحوها انما لم نأتهم بها ، لانا لو أتيناهم بها ولم يؤمنوا وجب استئصالهم ، كما وجب استئصال من تقدمهم ممن كذب بآيات الله . وقال في سورة العنكبوت { وقالوا لا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب } الآية . فبين ان الآيات لا يقدر عليها الا الله ، وقد أتاهم بما فيه كفاية وإِزاحة لعلتهم وهو القرآن ، وغيره مما شاهدوه ومن المعجزات والآيات ، ولا يلزم اظهار المعجزات بحسب اقتراح المقترحين ، لانه لو لزم ذلك لوجب اظهارها في كل حال ولكل مكلف وذلك فاسد . وقد طعن قوم من الملحدين ، فقالوا : لو كان محمد قد أتى بآية لما قالوا له { لولا أنزل عليه آية } ولما قال { إن الله قادر على أن ينزل آية } . قيل : قد بينا أنهم التمسوا آية مخصوصة وتلك لم يؤتوها وان كان الله تعالى قادرا عليها ، وانما لم يؤتوها لان المصلحة منعت من انزالها ، وانما اتى بالآيات الاخر التي دلت على نبوته من القرآن وغيره على ما اقتضته المصلحة ، ولذلك قال فيما تلوناه { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب } فبين ان في انزال الكتاب كفاية ودلالة على صدقه وانه لا يحتاج معه الى أمر آخر فسقط ما قالوه .