Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 70-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى قوله { ذر } دع يقال : وذر يذر مثل ودع يدع ، فاذا أمرت منه قلت : ذركما قال { ذرهم يأكلوا } . وقوله { الذين أتخذوا دينهم لعبا ولهوا } يعني هؤلاء الكفار الذين وصفهم انهم أتخذوا دين الله لعبا ولهوا ، لانه لا معنى لمحاجة من كانت هذه سبيله ، لانه لاعب عابث ، لا يصغي لما يقال له ، فالمكلم له والمحتج عليه غير منتفع ولا نافع . وقد قطع الله عذر هؤلاء الذين يذهبون مذهب اللعب بما أدركوه بعقولهم ، وما شاهدوه من آياته { وغرتهم الحياة الدنيا } . ثم امر نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ان يذكر به ، يعني القرآن . وقيل الحساب ، لكي لا تبسل نفس بما كسبت أي تدفع الى الهلكة على وجه الغفلة وتسلم لعملها غير قادرة على التخلص ، قال الشاعر في الغريب المضيَّف : @ وابسالي بني بغير جرم بعوناه ولا بدم مراق @@ أي اسلامي اياهم . بعوناه اجترمناه ، والبعو الجناية . وقيل : معنى تبسل ترهن ويسلم لعمله . قال الاخفش : معنى " تبسل " تجازى من ابسل ابسالا ، ومنه قوله { أولئك الذين أبسلوا } قال الكسائي : " تبسل " تجزى يعني في الكلام . وقال الفراء : معناه يسلم ويقال اعط الراقي بسلته أي أجرته على رقيته . ويقال أسد باسل ، معناه ان معه من الاقدام ما يستبسل له قرنه ، ويقال هذا بسل أي حرام ، وهو بسل أي حلال . وهذا من الاضداد . { شراب من حميم } قال الضحاك الحميم هو الماء الذي احمي حتى انتهى غليانه . وقوله : { وإن تعدل كل عدل } قال بعضهم ان يفد كل فدية يريد ان يجعلها عدلا لها من قوله { لا يقبل منها عدل } وقال غيره معناه وان تقسط كل قسط لا يقبل منها في ذلك اليوم لان التوبة انما هي في الحياة الدنيا . ثم أخبر تعالى انه ليس لهؤلاء الكفار { ولي ولا شفيع } أي لا ناصر لهم ، ولا من يسأل فيهم واخبر أيضا أن هؤلاء في قوله { أولئك الذين أبسلوا } هم الذين يجازون بما كسبوا وان لهم شرابا من حميم وعقابا أليما بما كانوا يكفرون ، نعوذ بالله منها . وقيل : ما من أمة الا ولهم عيد يلعبون فيه ويلهون ، الا أمة محمد فان أعيادهم صلاة وتكبير ودعاء وعبادة .