Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 2-3)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع { يفصل } بضم الياء وفتح الصاد وسكون الفاء خفيفة . وقرأ ابن عامر - بضم الياء وفتح الياء وتشديد الصاد وفتحها - على ما لم يسم فاعله ، وقرأ حمزة والكسائي بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة . وقرأ عاصم ويعقوب وسهل بفتح الياء وسكون الفاء وكسر الصاد خفيفة : أربع قراءات ، يقال : فصلت بين الشيء أفصله فصلا إذا ميزته ، وفصلته تفصيلا ، بمعنى واحد . فمن قرأ بفتح الياء أراد إن الله يفصل بينهم ويميز بعضهم عن بعض ، ومن ضم الياء جعله لما لم يسم فاعله ومعلوم أن الله هو المفصل بينهم . وقوله { إن يثقفوكم } معناه إن يصادفوكم هؤلاء الكفار الذين تسرون اليهم بالمودة ، يقال : ثقفته أثقفه ثقفاً فأنا ثاقف ، ومنه سمي ثقيف ، ومنه المثاقفة ، وهي طلب مصادفة العزة فى المسابقة ، وما يجرى مجراها من المصادفة بالشطب ونحوه و { يكونوا لكم أعداء } أي يعادونكم ولا ينفعكم ما تلقون اليهم { ويبسطوا إليكم أيديهم } بما يقدرون عليه من الاذى والقتل ، ويبسطوا { ألسنتهم } ايضاً { بالسوء } فيذكرونكم بكل ما تكرهونه وجميع ما يقدرون عليه من السوء ويحثون على قتالكم { وودوا } مع هذا كله { لو تكفرون } بالله كما كفروا وتجحدون كما جحدوا . ثم قال { لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم } الذين جعلتموهم علة في القاء المودة اليهم والافشاء اليهم بسر النبي صلى الله عليه وآله يوم القيامة { والله يفصل بينكم } ذلك اليوم ويميز بعضكم عن بعض إذا كانوا كفاراً وكنتم مؤمنين { والله على كل شيء قدير } لا يتعذر عليه تمييز بعضكم عن بعض فيأمر بالمؤمنين إلى الجنة وبالكفار إلى النار