Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-103)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر الله تعالى في هذه الآية انه بعد ارسال من ذكر قصته من الانبياء ، وكفر قومهم ، وانزال عذابه بهم . فالهاء والميم يجوز ان يكون كناية عن الانبياء الذين جرى ذكرهم ، ويحتمل ان يكون كناية عن الامم التي - قد تقدم ذكرهم واهلاكهم - بعث اليهم موسى وارسله اليهم . والبعث الارسال وهو في الاصل النقل باعتماد يوجب الاسراع الى الشيء ، فمنه قوله { أنظرني إلى يوم يبعثون } أي من القبور ، ومنه قوله { ثم بعثناكم من بعد موتكم } أي نقلناكم الى حال الحياة ، وكذلك نقلنا موسى عن حاله بالارسال الى فرعون وملائه { بآياتنا } يعني بحججنا وبراهيننا . وقوله { فظلموا بها } معناه ظلموا أنفسم بجحدها ، لان الظلم بالشيء على وجوه : منها السبب والآلة والجهة ، نحو ظلم بالسيف الذي قتل به الناس ، وظلم بذنبه له ، وظلم بغصبه المال ، وظلم بجحده الحق . وقيل " ظلموا بها " أي جعلوا بدل الايمان الكفر بها ، لان الظلم وضع الشيء في غير موضعه الذي هو حقه . وقوله { فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } معنى النظر هو محاولة التصور للشيء بالفكر فيه ، وهو طلب ادراك المعنى بالتأويل له . وقيل : هو تحديق القلب الى المعنى لادراكه ، وكأنه قيل فانظر - يعني بالقلب - كيف كان عاقبتهم ، وموضع ( كيف ) نصب لانه خبر ( كان ) وتقديره انظر أي شيء كان عاقبة المفسدين .