Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 129-129)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا اخبار من الله تعالى عن ما قال قوم موسى لموسى بأنا اوذينا من قبل أن تأتينا بالرسالة . والاذى ضرر لا يبلغ بصاحبه ان يأتي على نفسه ، تقول : آذاه يؤذيه اذى وتأذى به تأذيا ، ومثله آلمه يؤلمه ايلاما وتألم به تألما . والاذى الذي كان بهم قيل : هو استعباد فرعون اياهم وقتل ابنائهم واستحياء نسائهم للاستخدام . والذي كان بعد مجيء موسى الوعيد لهم بتجديد ذلك العذاب من فرعون والتوعيد عليه ، وكان هذا على سبيل الاستبطاء منهم لما وعدهم فجدد الوعد لهم وحققه ، وقال الحسن : كان يأخذ منهم الجزية . وقوله { قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم } قال سيبويه : لعل وعسى طمع واشفاق ، وقال الحسن ( عسى ) من الله واجبة ، وبه قال الزجاج . وقال ابو علي الفارسي { عسى } ها هنا يقين . وقوله { ويستخلفكم في الأرض } قال أبو علي : استخلفوا في مصر بعد موت موسى ( ع ) في التيه . ثم فتح الله لهم بيت المقدس مع يوشع بن نون . ثم فتح الله لهم مصر وغيرها في زمن داود وسليمان ، فملكوها في ذلك الزمان على ما وعدوا به من الاستخلاف . وقوله تعالى { فينظروا كيف تعملون } قيل : ان معنى ينظر - ها هنا - يعلم ، وقيل يرى وكلا منهما مجاز لان النظر هو الطلب لما يدرك وهذا لا يجوز عليه تعالى ، ولكنه جاء على قوله { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } وفائدة الآية تسلية موسى ( ع ) لقومه بما وعدهم عن الله من اهلاك فرعون وقومه وجعل قومه بدلا منهم ليعملوا بطاعته .