Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 131-131)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المراد بالحسنة - ها هنا - النعمة من الخصب والسعة في الرزق والعافية والسلامة . و ( السيئة ) النقمة من الجدب وضيق الرزق والمرض والبلاء ، وفيه ضرب من المجاز ، لأن حقيقة الحسنة ما حسن من الفعل في العقل ، والسيئة ما قبح من الفعل ، وإِنما شبه هذا بذلك ، لتقبل العقل لهذا كتقبل الطبع لذلك . وقال قوم : هو مشترك لظهور العلم في ذلك في الناس جميعاً على منزلة سواء . أخبر الله تعالى عن قوم فرعون أنه إِذا جاءهم الخصب والسعة والنعمة من الله { قالوا لنا هذه } والمعنى إِنا نستحق ذلك على العادة الجارية لنا من نعمنا وسعة أرزاقنا في بلادنا ، ولم يعلموا أنه من الله فيشكروه عليه ويؤدوا حق النعمة ، لئلا يسلبهم الله إِياها . وقوله { وإِن تصبهم سيئة } يعني جدب وقحط وبلاء { يطيروا بموسى ومن معه } والمعنى إِنهم تشاءموا بهم ، وهو قول الحسن ومجاهد ، وابن زيد ، لأن العرب كانت تزجر الطير ، فتتشاءم بالبارح وهو الذي يأتي من جهة الشمال ، وتتبرك بالسانح ، وهو الذي يأتي من جهة اليمين ، قال الشاعر : @ زجرت لها طير الشمال فإِن يكن هواك الذي يهوى يصبك اجتنابها @@ وقال آخر : @ فقلت غراب لا اغتراب من النوى وبان لبين ذي العيافة والزجر @@ وأصل الطائر النصيب ، يقال : طار له من القسم كذا وكذا ، وأنشد ابن الاعرابي : @ واني لست منك ولست مني اذا ما طار من مالي الثمين @@ أي أخذت الزوجة ثمنها من ميراثه . وقوله تعالى { ألا إِنما طائرهم عند الله } معناه إِن الله هو الذي يأتي بطائر البركة وطائر الشؤم ، من الخير والشر والنفع والضِّر ، فلو عقلوا طلبوا الخير من جهته ، والسلامة من الشر من قبله . وموضع ( إِذا ) نصب بأنها ظرف للقول ، ولا يجوز أن يعمل فيها الفعل الذي يليها ، لأنها مضافة اليه ، ولو جازيت بها جاز عمله فيها ، وقال الأزهري والزجاج : معنى { إِنما طائرهم عند الله } شؤمهم الذي وعدوا به من العقاب عند الله يفعله بهم يوم القيامة ، وقال ابن عباس معناه إِن مصائبهم عند الله .