Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 151-151)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في هذه الآية حكاية عن دعاء موسى ( ع ) ربه عز وجل - حين تبين له ما نبهه عليه هارون من خوف التهمة ، ودخول الشبهة عليهم بجره رأسه اليه - بأن يغفر له ولأخيه ، وأن يدخلهما رحمته ، والمقتضي لهذا الدعاء بالمغفرة قيل فيه قولان : أحدهما - ما أظهره من الموجدة على هارون وهو بريء مما يوجب العتب عليه ، لأنه لم يكن منه تقصير في الانكار على من عبد العجل ، لأنه بلغ معهم من الانكار إلى أن همُّوا بقتله لشدة إِنكاره ، ولذلك قال { إِن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني } . والثاني - قال أبو علي : إِنه بين بذلك لبني اسرائيل أنه لم يأخذ برأسه على جهة الغضب عليه ، وإِنما فعل ذلك كما يفعله الانسان بنفسه عند شدة غضبه على غيره ، ولم يكن منه في تلك الحال معصية . وكان هذا الدعاء من موسى انقطاعاً منه الى الله تعالى ، وتقرباً اليه لا أنه كان وقع منه أو من أخيه قبيح صغير أو كبير يحتاج أن يستغفر منه ، ومن قال : إِنه استغفر من صغيرة كانت منه أو من أخيه ، فقد أخطأ . ويقال له : الصغيرة على مذهبكم تقع مكفرة محبطة ، فلا معنى لسؤال المغفرة لها . وقد بينا في غير موضع أن الانبياء ( ع ) لا يجوز عليهم شيء من القبائح لا كبيرها ولا صغيرها لأن ذلك يؤدي الى التنفير عن قبول قولهم ، والأنبياء منزهون عما ينفر عنهم على كل حال . وقوله { وأنت أرحم الراحمين } اعتراف من موسى بأن الله تعالى أرحم الراحمين وإِعترافه بذلك دليل على قوة طمعه في نجاح طلبته ، لأن من هو أرحم الراحمين يؤمل الرحمة من جهته ومن هو أجود الاجودين يؤمل الجود من قبله .