Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 164-164)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حفص وحده عن عاصم { معذرة } بالنصب . الباقون بالرفع . من رفع فعلى تقدير موعظتنا معذرة الى ربكم . ومن نصب فعلى المصدر ، كما يقول القائل لغيره : معذرة الى الله واليك من كذا على النصب . والمعنى قالوا نعتذر معذرة واعذاراً . قال ابو زيد عذرته اعذره عذراً ومعذرة وعذرى . والتقدير واذكر اذ قالت امة منهم لطائفة منهم لم تعظون قوماً علمتم انهم هالكون في الدنيا ويعذبهم الله عذاباً شديداً في الآخرة ، فقالوا في جوابهم وعظناهم إعذاراً إلى الله اي نعظهم اعتذاراً إلى ربكم لئلا يقول لنا لم لم تعظوهم ولعلهم ايضاً بالوعظ يتقون ويرجعون . وفي ذلك دليل على انه يجب النهي عن القبيح وإن علم الناهي ان المنهي لا ينزجر ولا يقبل ، وان ذلك هو الحكمة والصواب الذي لا يجوز غيره . واختلفوا في هذه الفرقة التي قالت : لم تعظون قوماً الله مهلكهم ؟ هل كانت من الناجية او من الهالكة عن الاعتداء في السبت . ذهب اليه ابن عباس وقال نجت الطائفتان من الهلاك الناهية والتي قالت لها لم تعظون ، وبه قال السدي . وقال قوم الفرقة التي قالت لم تعظون قوماً الله مهلكهم كانت من الفرقة الهالكة ذهب اليه ابن عباس في رواية اخرى عنه . وقال قتادة عن ابن عباس هم ثلاث فرق التي وعظت والموعظة ، فنجت الاولى وهلكت الثانية ، والله اعلم ما فعلت الفرقة الثالثة ، وهم الذين قالوا لم تعظون واختاره الجبائي . وقال الكلبى : هما فرقتان الواعظة والموعظة . وقال الجبائي لم يريدوا بذلك الا نهيهم اياهم عن ذلك القبيح . وانما قالوا ذلك على سبيل الاياس من قبولهم منهم . وقوله { لم } اصله ( لما ) الا انه حذف الألف مع حرف الجر نحو { عم يتساءلون } ولم يقولوا ( عن ما ) .