Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 166-166)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اخبر الله تعالى عن هؤلاء العصاة الذين عصوا بصيد السمك في السبت ، ونهوا فلم ينتهوا ووعظوا فلم يتعظوا ، وأنه أنزل عليهم العذاب الشديد ، فلما عتوا عما نهى الله وتمردوا في معصيته مسخهم الله قردة خاسئين . والعاتي الشديد الدخول في الفساد المتمرد الذي لا يقبل موعظة . والعتو الخروج إلى الجرأة على أفحش الذنوب . وقوله " خاسئين " معناه مبعدين من قولهم خسأت الكلب إذا أقصيته فخسأ أي بعد . وقال الحسن معناه صاغرين ، وقال : إن أهل المسخ يتناسلون . وقال ابن عباس : لا يتناسلون ، وأجاز الزجاج كلا الامرين . وسئل ابو مالك : أكانت القردة والخنازير قبل ان يمسخوا ؟ قال : نعم وكانوا فيما خلق الله من الأمم . وقول ابن عباس أصح ، لان المعلوم أن القردة ليست من ولد آدم كما أن الكلاب ليست من ولد آدم . قال قتادة : صاروا قردة لها أذناب تعاوي بعد ما كانوا نساء ورجالا . وقوله تعالى : { كونوا قردة } صيغته صيغة الامر والمراد به الاخبار : من أنه جعلهم قردة على وجه يسهل عليه ولم يتعب به ولم ينصب كما قال تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } وقال { ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين } ولم يكن هناك أمر لانه تعالى لا يأمر المعدوم ، وإنما هو إخبار عن تسهيل الفعل ، وأجاز الزجاج أن يكون قيل لهم ذلك بكلام سمعوه فيكون ذلك أبلغ في الآية النازلة بهم لما يدل على وقوع الأول الذي تبعه الثاني . وليس كذلك إذا قلت : لما جاء المطر خرج النباب ، وقوله تعالى { ولو ردوا لعادوا } فلا يقع الرد أصلا .