Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 168-168)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى انه قطع بني اسرائيل يعنى فرقهم فرقاً في الارض { أمماً } يعني جماعات شتى متفرقين في البلاد ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، وعلى اي وجه فرقهم ؟ قيل فيه قولان : احدهما - فرقهم حتى تشتت امرهم وذهب عزهم عقوبة لهم . الثاني - فرقهم على ما علم انه اصلح لهم في دينهم . ثم اخبر عنهم فقال : من هؤلاء الصالحون يعني من بني اسرائيل الصالحون ، وهم الذين يؤمنون بالله ورسله ، ومنهم دون ذلك يعني دون الصالح ، وإنما وصفهم بذلك لما كانوا عليه قبل ارتدادهم عن دينهم ، وقبل كفرهم بربهم ، وذلك قبل ان يبعث فيهم عيسى عليه السلام . وقوله : { وبلوناهم بالحسنا والسيئات } معناه اختبرناهم بالرخاء في العيش والحفض في الدنيا والدعة والسعة في الرزق ، وهي الحسنات . ويعني بالسيئات الشدائد في الحبس والمصائب في الأنفس والأموال { لعلهم يرجعون } اي لكي يرجعوا الى طاعته وينيبوا إلى إمتثال امره . فان قيل كيف قال : لكي يرجعوا الى الحق . وهم لم يكونوا عليه قط ؟ ! قلنا عنه جوابان : احدهما - انهم مارون على وجوههم إلى جهة الباطل فدعوا الى الرجوع الى جهة الحق لأن الانصراف عن الباطل رجوع إلى الحق . الثاني - انهم ولدوا على الفطرة وهي دين الحق الذي يلزمهم الرجوع اليه .