Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 180-180)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ حمزة { يلحدون } بفتح الحاء والياء - ها هنا - وفي النحل وحم السجدة وافقه الكسائي وخلف في النحل ، والباقون بضم الياء . من قرأ بكسر الحاء ، فلقوله { ومن يرد فيه بإلحاد } وألحد أكثر في الكلام قال الشاعر : @ ليس الامام بالشحيح الملحد ولا يكاد يسمع لأحد @@ والالحاد العدول عن الاستقامة والانحراف عنها ومنه اللحد الذي يحفر في جانب القبر خلاف الضريح الذي يحفر في وسطه فمعنى { يلحدون في آياتنا } يجورون عن الحق فيها . وروى ابو عبيدة عن الأحمر : لحدت جرت وملت وألحدت ماريت وجادلت قال : وقال ابو عبيدة : لحدت له والحدت للميت بمعنى واحد . قال أبن جريج اشتقوا العزى من العزيز واللات من الله . وكان ذلك إلحاداً . وقال ابن عباس : الحادهم تكذيبهم . وقال قتادة : هو شركهم . وقال قوم : هو تسميتهم الاصنام بآنها آلهة . أخبر الله تعالى ان له الاسماء الحسنى نحو قوله تعالى { بسم الله الرحمن الرحيم } وغير ذلك من الاسماء التي تليق به ، وهي الاسماء الراجعة إلى ذاته او فعله نحو العالم العادل ، والسميع البصير المحسن المجمل ، وكل اسم لله فهو صفة مفيدة لأن اللقب لا يجوز عليه . وامر تعالى ان يدعوه خلقه بها وان يتركوا اسماء اهل الجاهلية وتسميتهم اصنامهم آلهة ولاتاً وغير ذلك . وقال الجبائي : يحتمل أن يكون اراد تسميتهم المسيح بأنه ابن الله وعزيراً بأنه ابن الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . وقال قوم : هذا يدل على أنه لا يجوز أن يسمى الله إلا بما سمى به نفسه . وقوله { وذروا الذين يلحدون } فيه تهديد للكفار وأن الله تعالى سيعاقبهم على عدولهم عن الحق في تغيير أسمائه . وقوله تعالى { سيجزون ما كانوا يعملون } معناه سيجزون جزاء ما كانوا يعملون من المعاصي بانواع العذاب . قال الرماني الاسم كلمة تدل على المعني دلالة الاشارة ، والفعل كلمة تدل على المعني دلالة الافادة . والصفة كلمة مأخوذة للمذكور من اصل من الاصول لتجري عليه تابعة له .