Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 191-193)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ نافع { لا يتبعوكم } وفي الشعراء { يتبعهم } بالتخفيف . الباقون بالتشديد وهما لغتان ، وبالتشديد اكثر . قال ابو زيد تقول : رأيت القوم فأتبعتهم إتباعاً إذا سبقوك فأسرعت نحوهم ومروا علي فاتبعتهم اتباعاً إذا ذهبت معهم ولم يسبقوك ، قال : وتبعتهم اتبعهم تبعاً مثل ذلك . وفي الآية توبيخ من الله وتعنيف للمشركين ، وإن خرج مخرج الاستفهام ، بأنهم يعبدون مع الله جماداً لا يخلق شيئاً من الاجسام ولا ما يستحق به العبادة ، وهم مع ذلك مخلوقون محدثون ولهم خالق خلقهم . ونبههم بذلك على انه لا ينبغي أن يعبد إلا من يقدر على إنشاء الاجسام واختراعها وخلق اصول النعم التي يستحق بها العبادة ، وان ذلك لا يقدر عليه إلا الله تعالى الذي ليس بجسم ، والقادر لنفسه ، ثم بيّن أن هذه الاشياء التي يعبدونها ويتخذونها آلهة واشركوا بها مع الله تعالى لا تقدر لمن عبدها واتخذها إلهاً على نفع ولا على ضر ولا أن ينصروهم ، ولا ان ينصروا انفسهم إن اراد بهم غيرهم سوءاً ، ومن هذه صورته فهو على غاية العجز ، ولا يجوز أن يكون إلهاً . وإنما يجب ان يكون كذلك من يقدر على الضر والنفع ونصرة اوليائه . وقوله تعالى { وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم } معناه إن الاصنام والأوثان التي كانوا يعبدونها ويتخذونها آلهة إن دعوها إلى الهدى والرشد لم يستمعوا ذلك ، ولا تمكنوا من اتباعهم ، لأنها جمادات لا تفقه ولا تعقل - في قول ابي وغيره - وقال الحسن : إن ذلك راجع إلى قوم من المشركين قد عموا بالكفر فهم لا يعلمون . ثم قال { سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون } يعني سواء عندها دعاؤها والسكوت عنها لكونها جماداً لا تعقل وإنما قال { أم أنتم صامتون } ولم يقل أم صمتم ليكون في مقابلة { أدعوتموهم } فيفيد الماضي والحال لأن المقابلة دلت على معنى الماضي ، واللفظ يدل على معنى الحال ، وعليه أكثر الكلام يقولون : سواء علي أقمت أم قعدت ، ولا يقولون أقمت أم أنت قاعد ، قال الشاعر : @ سواء إذا ما اصلح الله امرهم علينا ادثر ما لهم ام اصارم @@ وانشد الكسائي : @ سواء عليك النفر ام بت ليلة بأهل القبا من نمير بن عامر @@ وانشد بعضهم :