Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 199-199)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

امر الله تعالى نبيه أن يأخذ مع الناس بالعفو ، وهو التساهل فيما بينه وبينهم وقبول اليسير منهم الذي سهله عليهم ويسر فعله لهم ، وان يترك الاستقصاء عليهم في ذلك ، وهذا يكون في مطالبة الحقوق الواجبة لله تعالى وللناس وغيرها . وهو في معنى الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله " رحم الله سهل القضاء سهل الاقتضاء " ولا ينافي ذلك ان لصاحب الحق والديون وغيرها استيفاء الحق وملازمة صاحبه حتى يستوفيه ، لأن ذلك مندوب إليه دون ان يكون واجباً . وقد يكون العفو في قبول العذر من المعتذر وترك المؤاخذة بالاساءة . وقوله { وأمر بالعرف } يعني بالمعروف ، وهو كل ما حسن في العقل فعله او في الشرع ، ولم يكن منكراً ولا قبيحاً عند العقلاء . وقوله عز وجل { وأعرض عن الجاهلين } امر بالاعراض عن الجاهل : السفيه الذي إن كلمه سفه عليه وآذاه بكلامه . وأمره إذا أقام عليهم الحجة وبين بطلان ما هم عليه من الكفر والمعاصي أن يعرض عنهم ولا يجاوبهم في مكروه يسمعه ، صيانة لنفسه عنهم . وقال عطا العفو : الفضل . وقال مجاهد : العفو من اخلاق الناس ، وعفو أموالهم من غير تجسس عليهم . وقال : ما عفا لك من أموالهم ، وذلك قبل فرض الزكاة . وقال السدي : نسخ ذلك بآية الزكاة وقال ابن زيد : امره بالاعراض عنهم ثم نسخ بقوله { واغلظ عليهم } وروي عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله : { وأمر بالعرف } أن جبرائيل قال له معناه تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك .