Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 53-53)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { هل ينظرون } معناه هل ينتظرون . لأن النظر قد يكون بمعنى الانتظار ، قال أبو علي : معناه هل ينتظر بهم أو هل ينتظر المؤمنون بهم إِلا ذلك . وإِنما أضافه اليهم مجازاً ، لأنهم كانوا جاحدين لذلك غير متوقعين ، وإِنما كان ينتظر بهم المؤمنون ، لايمانهم بذلك واعترافهم به . والانتظار هو الاقبال على ما يأتي بالتوقع له . وأصله الاقبال على الشىء بوجه من الوجوه . وإِنما قيل لهم : ينتظرون وإِن كانوا جاحدين ، لأنهم في منزلة المنتظر أي كأنهم ينتظرون ذلك ، لأنه يأتيهم لا محالة إِتيان المنتظر . والتأويل معناه ما يؤل اليه حال الشىء تقول : أوَّله تأويلا ، وتأوله تأولاً ، وآل اليه أمره يؤل أولا ، وقيل { تأويله } عاقبته من الجزاء به - في قول الحسن وقتادة ومجاهد - وقال أبو علي { تأويله } ما وعدوا به من البعث والنشور والحساب والعقاب . وقوله { يقول الذين نسوه من قبل } قيل في معناه قولان : أحدهما - قال مجاهد : أعرضوا عنه فصار كالمنسي . الثاني - قال الزجاج : يقول الذين تركوا العمل به . وقوله { قد جاءت رسل ربنا بالحق } إِخبار عن اعتراف الكفار الذين أعرضواعن حجج الله وبيِّناته والاقرار بتوحيده ونبوة أنبيائه ، وإِقرار منهم بأن ما جاءت به الرسل كان حقاً . والحق ما شهد بصحته العقل ، وضده الباطل ، وهو ما يشهد بفساده العقل . وقوله { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا } والشفيع هو السائل لصاحبه اسقاط العقاب عن المشفع فيه ، والعفو عن خطيئته فيتمنون ذلك مع يأسهم منه - في قول أبي علي - وقوله { فيشفعوا لنا } في موضع نصب ، لأنه جواب التمني بالفاء { أو نرد } عطف بالرفع على تأويل هل يشفع لنا شافع { أو نرد } ولو نصب { أو نرد } كان جائزاً . ومعناه فيشفعوا لنا إِلا أن نرد ، وما قرىء به . وقوله { فنعمل غير الذي كنا نعمل } إِخبار من الكفار وتمنيهم أن يردوا الى الدنيا حتى يعملوا غير ما عملوه من الكفر والضلال . فأخبر الله تعالى عند ذلك ، فقال { قد خسروا أنفسهم } أي أهلكوها بالكفر والمعاصي { وضل عنهم ما كانوا يفترون } . وفى الآية دلالة على فساد مذهب المجبرة من وجهين : أحدهما - أنهم كانوا قادرين على الايمان في الدنيا فلذلك طلبوا تلك الحال ، ولو لم يكونوا قادرين لما طلبوا الرد الى الدنيا والى مثل حالهم الأولى . والآخر - بطلان مذهب المجبرة في تكليف أهل الآخرة ، قال أبو علي : وهو مذهب الحسين النجار وهو خلاف القرآن والاجماع ، ولو كانوا مكلفين لما طلبوا الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا بل كانوا يؤمنون في الحال . ومعنى { خسروا أنفسهم } أي منعوا من الانتفاع بها ، ومن منع الانتفاع بنفسه فقد خسرها { وضل عنهم ما كانوا يفترون } معناه ضل عنهم ما كانوا يدعون أنهم شركاء لله وآلهة معه ، وهذا كان افتراؤهم على الله .