Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 74-74)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في هذه الآية حكاية لقول صالح ( ع ) لقومه بعد أن أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، ونهيه إِياهم أن يمسوا الناقة بسوء ، وحذرهم من المخالفة التي يستحق بها العذاب المؤلم فقال - عاطفاً على ذلك - و { اذكروا إِذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } أي تفكروا فيما أنعم الله عليكم حيث جعلكم بدل قوم عاد بعد أن أهلكهم وأورثكم ديارهم { وبوأكم في الأرض } أي مكنكم من منازل تأوون اليها ، يقال بوأته منزلاً اذا مكنته منه ليأوى اليه . وأصله من الرجوع من قوله { فباءوا بغضب على غضب } وقوله { وباءوا بغضب من الله } أي رجعوا ، قال الشاعر : @ وبوَّأت في صميم معشرها فتم في قومها مبوَّأها @@ أي انزلت ومكنت من الكرم في صميم النسب . وقوله { تتخذون من سهولها } فالسهل ما ليس فيه مشقة على النفس من عمل أو أرض ، يقال : السهل والجبل ، وأرض سهلة . وقوله { قصوراً } جمع قصر ، وهو الدار الكبيرة بسور تكون به مقصورة . وأصله القصر الذي هو الجعل على منزلة دون منزلة ، فمنه القصير ، لأنه قصر به على مقدار دون ما هو أطول منه ، والقصر الغاية ، يقال : قصره الموت لأنه قصر عليه ، واقصر عن الأمر أي كف عنه . والقصر العشي ، ومنه القصَّار لأنه يقصر الثوب على النقاء دون ما هو عليه . والقصرة أصل العنق . وقوله { وتنحتون الجبال بيوتا } فالجبل جسم عظيم بعيد الاقطار عال في السماء ، ويقال : جبل الانسان على كذا أي طبع عليه ، لأنه يثبت عليه لصوق الجبل ، والمعنى انهم كانوا ينحتون في الجبال سقوفاً كالأبنية ، فلا ينهدم ، ولا يخرب ، { فاذكروا آلاء الله } معناه تفكروا في نعمه المختلفة كيف مكنكم من الانتفاع بالسهل والجبل { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } معناه لا تضطربوا في الارض مفسدين يقال : عاث يعيث عيثاً ، وعثى يعثي بمعنى واحد . ومفسدين نصب على الحال . ومعنى الآية التذكير بنعم الله من التمكين في الأرض والتسخير حتى تبوأوا القصور وشيدوا المنازل والدور مع طول الآمال وتبليغ الآجال .