Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 86-86)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قيل في معنى قوله { ولا تقعدوا } بكل صراط توعدون قولان : أحدهما - قال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد : إِنهم كانوا يقعدون على طريق من قصد شعيباً للايمان به فيخوفونه بالقتل . وقال أبو هريرة : إِنما نهاهم عن قطع الطريق . وقوله { بكل صراط توعدون } يجوز فيه تعاقب حروف الاضافة بأن يقول : على كل صراط ، وفي كل صراط ، لأن معاني هذه الحروف اجتمعت فيه - ها هنا - كما تقول : قعد له بكل مكان ، وعلى كل مكان ، وفى كل مكان ، لأن الباء للالصاق وهو قد لاصق المكان ، و ( على ) للاستعلاء ، وهو قد علا المكان ، و ( في ) للمحل وهو قد حلَّ المكان . ويقال : قعد عن الأمر بمعنى ترك العمل به كائناً ما كان ، وقام به إذا عمل به كالقعود عن الواجب ونحوه . ومعنى الايعاد الاخبار بالعذاب على صفة من الصفات ، وهو الوعيد والتهديد ، فاذا ذكر المتعلق من الخير أو الشر قلت : وعدته كذا ، كما قال تعالى { النار وعدها الله الذين كفروا } واذا لم يذكر قيل في الخير وعدته ، وفى الشر أوعدته . وتقول : وعدته خيراً بلا باء وأوعدته بالشر باثبات الباء . وقوله { وتصدون عن سبيل الله } فالصد هو الصرف عن الفعل بالاغواء فيه ، كما يصد الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة . تقول : صده عن الأمر يصده صداً ، وهو كالمنع . وقوله { من آمن به } ( من ) في موضع نصب ، لأنه مفعول به ، وتقديره وتصدون المؤمنين بالله عن اتباع دينه ، وهو سبيل الله . وقوله { وتبغونها عوجاً } فالهاء راجعة الى السبيل ، ومعنى " تبغون " تطلبون ، والبغية الطلبة : بغاه يبغيه بغية . والمعنى - ها هنا - وتبغون السبيل عوجاً عن الحق ، وهو أن يقولوا : هذا كذب وباطل وما أشبه ذلك ، وهو قول قتادة . والعوج - بكسر العين - في الدين وكل ما لا يرى - وبفتح العين - في العود وكل ما يرى كالحائط وغيره . وقوله { واذكروا إِذ كنتم قليلاً فكثركم } قال الزجاج : يحتمل أشياء : أحدها - اذكروا نعمة الله عليكم إِذ كثر عددكم . وثانيها - انه كثركم بالغنى بعد الفقر . وثالثها - كثركم بالقدرة بعد الضعف ، ووجهه أنهم كانوا فقراء وضعفاء ، فهم بمنزلة القليل في قلة الغناء . وقوله { وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين } معناه فكروا فيما مضى من إِهلاك من تقدم بأنواع العذاب وانزال العقوبات بهم واستئصال شأفتهم وما فعل الله بالمفسدين ، وكيف كان عاقبتهم في ذلك وما حلَّ - بهم من البوار .