Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 72-72)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة { ولايتهم } بكسر الواو . الباقون بفتحها . قال الزجاج : إنما جاز الكسر لأنه يشبه الصناعة كالخياطة والقصارة والحياكة ، وقال الشاعر في الفتح : @ دعيهم فهم ألب علي ولاية وحفرهم ان يعلموا ذاك دائب @@ قال ابو عبيدة : بفتح الواو مصدر المولى تقول : مولى بين الولاية وإذا كسرت فهو من وليت الشيء . قال ابو الحسن : يفتح الواو من الولاية إلا الولاية في السلطان بكسر الواو ، وكسر الواو في الاخرى لغة . وقرأ الاعمش بكسر الواو من الولاية في الدين هنا . قال ابو علي الفارسي : الولاية ها هنا في الدين والفتح أجود . قال ابو الحسن . وهي قراءة الناس . وعن الأعمش أنه كسر الواو ، وهي لغة . وليست بذلك . قال المبرد عن الاصمعي : ان الأعمش لحن في كسره لذلك . قال ابو علي : إذا كان ذلك لغة لا يكون لحناً . قال الفراء : والكسر أحب الي ، لأنها ولاية المواريث . وقال الازهري : في النصرة والنسب بفتح الواو . وفي الامارة بكسرها . اخبر الله تعالى في هذه الآية عن احوال المؤمنين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة بقوله { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله } وعن احوال الأنصار بقوله { والذين آووا ونصروا } يعني النبي صلى الله عليه وآله . ثم قال { أولئك } يعني المهاجرين والانصار { بعضهم أولياء بعض } والهجرة فراق الوطن إلى غيره من البلاد فراراً من المفتنين في الدين ، لأنهم هجروا دار الكفار إلى دار الاسلام . والجهاد تحمل المشاق في قتال اعداء الدين جاهد جهاداً وجهده الأمر جهداً واجتهد اجتهاداً ، وجاهد مجاهدة . والايواء ضم الانسان صاحبه اليه بانزاله عنده وتقريبه له ، تقول : آواه يؤويه ايواء واوى يأوي اوياً ، وأويت معناه رجعت إلى المأوى . والولاية عقد النصرة للموافقة في الديانة . ثم اخبر الله تعالى عن الذين آمنوا ولم يهاجروا من مكة إلى المدينة فقال { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء } وقيل في معناه قولان : احدهما - ولاية القرابة نفاها عنهم لأنهم كانوا يتوارثون بالهجرة والنصرة دون الرحم - في قول ابن عباس والحسن وقتادة والسدي - وعن ابي جعفر عليه السلام انهم كانوا يتوارثون بالمؤاخاة الاولى . الثاني - انه نفي الولاية التي يكونون بها يداً واحدة في الحل والعقد ، فنفى عن هؤلاء ما اثبته للأولين حتى يهاجروا . ثم قال { وإن استنصروكم } اي طلبوا نصركم { في الدين } يعني الذين آمنوا ولم يهاجروا { فعليكم النصر } اي نصرهم بسبب الايمان الذي يجب علكيم ان تنصروهم على الكفار { إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق } ، يعني موادعة ومهادنة تقتضيه من جهة ان عقدهم بخلاف عقدهم . وقيل انه نسخ ذلك بقوله { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } وقوله { والله بما تعملون بصير } يعني عالم بما يعملونه .