Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 10-10)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد بينا ان المراقبة هي المراعاة لما تقدم من العهد الذي يلزم الديانة ، لئلا يقع اخلال بشيء منه . والئل العهد . والذمة عقد الجوار ، وهما متقاربان . وفصل بينهما بأن الذمة عقد قوم يذم نقضه . والئل الذي هو العهد عقد يدعو إلى الوفاء والبيان الذي فيه ، لأنه يلوح المعنى الذي يدعوا إلى الوفاء إذا ضل كل واحد منهما يقتضي هذا . وانما اعيد ذكر { لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة } لانه في صفة الذين { اشتروا بآيات الله ثمناً } والأول في صفة جميع الناقضين للعهد . وقال في الثاني { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين } ، فلذلك كرر بوصفين مختلفين . وقال الجبائي : لأنه في صفة اليهود خاصة ، والأول في صفة الناقضين عامة ، وإنما ذموا بترك المراقبة ، لأن مع تركها الغالب ان يقع إخلال بما تقدم من العقد ، فلزمت المراقبة لهذه العلة . وترك المراقبة في عهد المؤمن أعظم منها في ترك عهد غيره لكثرة الزواجر عن الغدر بالمؤمن ، لأنه ليس من شأنه الغدر . اخبر الله تعالى عن هؤلاء المشركين انهم لا يراعون في المؤمن عقد العهد ولا ذمة الجواز ، وانهم مع ذلك معتدون . والاعتداء الخروج من الحق واصله المجاوزة ، ومنه التعدي وهو تجاوز الحد ومعاداة القوم مجاوزة الحد في البغضة وكذلك العداوة . والاستعداء طلب معاملة العدو في الايقاع به ، والعدو مجاوزة حد السعي . والغرض بالآية حث المسلمين على قتالهم ، وأن لا يبقوا عليهم كما انهم لو ظهروا على المسلمين لم يبقوا عليهم .