Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-1)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل في علة ترك افتتاح هذه السورة بـ { بسم الله الرحمن الرحيم } قولان : احدهما - ما روي عن ابي بن كعب أنه ضمت هذه السورة إلى الانفال بالمقاربة ، فكانتا كسورة واحدة لأن الاولى في ذكر العهود والاخرى في رفع العهود . وقال عثمان لاشتباه قصتهما ، لان الاولى في ذكر العهود والاخرى في رفع العهود . وقال المبرد : لأن { بسم الله الرحمن الرحيم } أمان وبراءة نزلت لرفع الامان . ويحتمل رفع { براءة } وجهين : احدهما - ان يكون خبراً لمبتدأ محذوف وتقديره هذه الآيات براءة . والثاني - ان يكون مبتدأ وخبره الظرف في قوله { إلى الذين } . والاول اجود لانه يدل على حصول المدرك كما تقول لما تراه حاضرا : حسن والله اي هذا حسن . ومعنى البراءة انقطاع برئ براءة وابرأه ابراءاً وتبرأ تبرؤاً وبرئت من المرض وبرأت أبرأ وأبرؤ وبرأ تبريئا . وروى أهل اللغة برأت أبرؤ برءاً ، ولم يجيء من المهموز ( فعلت أفعل ) إلا في هذا الحرف الواحد وبريت القلم أبريه برياً بغير همز ، وبراه السير إذا هزله . وبرئ له يبرئ إذا تعرض له ، وباراه إذا عارضه وأبرأت البعير إذا جعلت لانفه براه بالالف . ومعنى الآية برئ الله من المشركين ورسوله { إلا الذين عاهدتم من المشركين } من اعطائتم الامان ، والعهود والوفاء لهم بها إلا إذا نكثوا ، لانهم كانوا ينكثون ما كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله ، فأمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله ان ينبذ ايضاً اليهم عهدهم . وقوله { إلا الذين عاهدتم من المشركين } فالعهد العقد الذي يتقدم به لتوثيق الامر عهد عهداً وعاهد معاهدة وتعاهد الامر تعاهداً وتعهده تعهداً وقوله : { عاهدتم } انما جاء بلفظ الخطاب ، لأن فيه دلالة على الأمر بالنبذ إلى المشركين برفع الامان ولولا ذلك لجاز عاقدنا ، لان معاقدة النبي صلى الله عليه وآله انما هي عن الله عز وجل . ويجوز رفع الامان والبراءة من غير نقض العهد إذا كان مشروطاً إلى ان يرفعه الله اليهم .