Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 24-24)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو بكر عن عاصم و { عشيراتكم } على الجمع . الباقون على التوحيد . من جمع فلان كل واحد من المخاطبين له عشيرة ، فاذا جمع قال وعشيراتكم . ومن افرد قال العشيرة تقع على الجمع . وقال ابو الحسن : العرب لا تجمع العشيرة عشيرات . وانما تقول عشائر . أمر تعالى بهذه الآية نبيه صلى الله عليه وآله أن يخاطب هؤلاء الذين تخلفوا عن الهجرة إلى دار الاسلام . وأقاموا بدار الكفر ، وقال الجبائي : هو خطاب للمؤمنين أجمع وتحذير لهم من ترك الجهاد وحث لهم عليه ، فأمره أن يقول لهم { إن كان آباؤكم } الذين ولدوكم { وأبناؤكم } الذين ولدتموهم ، وهم الأولاد الذكور { وأزواجكم } جمع زوجة وهي المرأة التي عقد عليها عقدة نكاح صحيح ، لأن ملك اليمين والمعقود عليها عقد شبهة لا تسمى زوجة { وعشيرتكم } وهي الجماعة التي ترجع إلى عقد كعقد العشرة . ومنه المعاشرة ، وهي الاجتماع على عقد يعم . ومنه العشار النوق التي أتى على حملها عشرة أشهر { وأموال } جمع مال { اقترفتموها } أي اقتطعتموها واكتسبتموها ، ومثله الاحتراف . والاقتراف اقتطاع الشيء عن مكانه إلى غيره { وتجارة تخشون كسادها } يعني ما اشتريتموه طلباً للربح تخافون خسرانها ووقوفها { ومساكن } جمع مسكن وهي المواضع التي تسكنونها وترضونها { أحب إليكم من الله ورسوله } يعني آثر في نفوسكم وأقرب إلى قلوبكم . والمحبة إرادة خاصة للشيء فمن أحب الجهاد فقد أراد فعله ومن أحب الله أراد شكره وعبادته ومن أحب النبي أراد إجلاله وإعظامه . والذي اقتضى نزول هذه الاية محبتهم التي منعتهم الهجرة . وقوله { فتربصوا } اي فتثبتوا . والتربص التثبت في الشيء حتى يجيء وقته . والتربص والتنظر والتوقف نظائر في اللغة . ونقيضه التعحل بالامر . وقال مجاهد قوله { حتى يأتي الله بأمره } من عقوبة عاجلة أو آجلة . وقوله { والله لا يهدي القوم الفاسقين } معناه إنه لا يهديهم إلى الثواب والجنة لأنه تعالى قد هداهم إلى الايمان فقال { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى }