Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 30-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ { عزير } بالتنوين عاصم والكسائي وعبد الوارث عن ابي عمرو . الباقون بترك التنوين . وقرأ عاصم وحده { يضاهؤن } بالهمزة . الباقون بغير همزة . من ترك التنوين في { عزير } قيل في وجه ذلك ثلاثة أقوال : أحدها - انه اعجمي معرفة لا ينصرف . والثاني - لأن ابن ها هنا صفة بن علمين والخبر محذوف والتقدير معبودنا أو نبينا عزير ابن الله . الثالث - انه حذف التنوين لالتقاء الساكنين تشبيهاً بحرف اللين ، كما قال الشاعر : @ فالفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا @@ هذا الوجه قول الفراء : وعند سيبويه هو ضرورة في الشعر قال أبوعلي : من نونه جعله مبتدأ وجعل ابناً خبره ، ولا بد مع ذلك من التنوين في حال السعة والاختيار ، لأن ابا عمرو وغيره يصرف عجمياً كان او عربياً . ومن حذف التنوين يحتمل وجهين : أحدهما - أنه جعل الموصوف والصفة بمنزلة اسم واحد ، كما يقال : لا رجل ظريف . وحذف التنوين ولم يحرك لالتقاء الساكنين ، كما يحرك يا زيد العاقل ، لأن الساكنين كأنهما التقيا في تضاعيف كلمة واحدة ، فحذف الأول منهما ولم يحرك لكثرة الاستعمال . والوجه الاخر - أن يجعل مبتدأ والاخر الخبر مثل من نون وحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، وعلى هذا قراءة من قرأ { قل هو الله احد الله } فحذف التنوين لالتقاء الساكنين . فان قيل كيف أخبر الله عن اليهود بانهم يقولون عزير ابن الله واليهود تنكر هذا ؟ ! قلنا : إنما اخبر الله بذلك عنهم ، لأن منهم من كان يذهب اليه ، والدليل على ذلك ان اليهود في وقت ما انزل الله القرآن سمعت هذه الآية فلم تنكرها . وهو كقولك : الخوارج تقول بتعذيب الاطفال ، وإنما يقول بذلك الازارقة منهم خاصة . قال ابن عباس : القائل لذلك جماعة جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فقالوا له ذلك ، وهم سلام ابن مشكم ، ونعمان بن اوفى ، وشاس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، فانزل الله فيهم الآية . وقوله { ذلك قولهم بأفواههم } معنا انه لا يرجع إلى معنى صحيح : فهو لا يجاوز افواههم ، لأن المعنى الصحيح ما رجع إلى ضرورة العقل او حجته او برهانه او دليل سمعي . وقوله { يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل } معناه يشابهون . ومنه قولهم امرأة ضهياء التي لا تحيض ، ولا يخرج ثدياها اي اشبهت الرجال . وقال أبو علي الفارسي : ليست يضاهؤن من قولهم امرأة ضهياء ، لأن هذه الهمزة زائدة غير اصلية لأنه ليس في الكلام شيء على وزن ( فعيآء ) ويشبه ان يكون ذلك لغة ، كما قالوا ارجأت وأرجيت . واختار الزجاج أن تكون الهمزة أصلية ، كما جاء كثير من الاشياء على وزن لا يطرد نحو ( كنهبل ) وهو الشجر العظام ، وكذلك ( قرنفل ) لا نظيرله . ووزنه ( فعنلل ) . وقال ابن عباس { الذين كفروا } اراد به عبدة الاوثان ، وقال الفراء : يشابهونهم في عبادة اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى . وقال قوم في قولهم : الملائكة بنات الله . وقال الزجاج : شابهوهم في تقليدهم اسلافهم في هذا القول . وقوله { قاتلهم الله } قيل في معناه ثلاثة اقوال : احدها - قال ابن عباس معناه لعنهم الله . الثاني - معناه قتلهم الله كقولهم عافاه الله من السوء . الثالث - كالمقاتل لغيره في عداوة الله . وقوله { أنى يؤفكون } معناه كيف يصرفون عن الحق إلى الافك الذي هو الكذب ، ورجل مأفوك عن الخير وارض مأفوكة صرف عنها المطر قال الشاعر :