Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 38-38)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا خطاب من الله تعالى لجماعة من المؤمنين وعتاب وتوبيخ لهم بأنهم إذا قيل لهم على لسان رسوله { انفروا في سبيل الله } ومعناه اخرجوا في سبيل الله يعني الجهاد وسماه سبيل الله ، لأن القيام به موصل إلى معنى الجنة ورضا الله تعالى والنفر الخروج إلى الشيء لامر هيج عليه وضده الهدوء تقول : نفر إلى الثغر ينفر نفراً ونفيراً ولا يقال النفور إلا في المكروه كنفور الدابة عما تخاف ، وقوله { اثاقلتم إلى الأرض } اصله تثاقلتم وادغمت التاء في الثاء لمناسبتها لها وادخلت الف الوصل ليمكن الابتداء بها ومثله اداركوا قال الشاعر : @ تولى الضجيع إذا ما استافها خصراً عذب المذاق إذا ما اتابع القبل @@ والتثاقل تعاطي اظهار ثقل النفس ومثله التباطئ وضده التسرع . ومعنى { اثاقلتم إلى الأرض } قيل فيه قولان : احدهما - إلى المقام بارضكم ووطنكم . الثاني - لما اخرج من الارض من الثمر والزرع . قال الحسن ومجاهد : دعوا إلى الخروج إلى غزوة تبوك بعد فتح مكة وغزوة الطائف ، وكان ايام ادراك الثمرة ومحبة القعود في الظل فعاتبهم الله على ذلك . والآية مخصوصة بقوم من المؤمنين دون جميعهم ، لأن من المعلوم ان جميعهم لم يكن بهذه الصفة من التثاقل في الجهاد ، وهو قول الجبائي وغيره . فقال الله تعالى لهم على جهة التوبيخ ، والتعنيف ارضيتم بالحياة الدنيا على الاخرة ، آثرتم الحياة الدنيا الفانية على الحياة الآخرة الباقية . وهو استفهام ، والمراد به الانكار . والرضا هو الارادة غير انها لا توصف بذلك إلا اذا تعلقت بما مضى من الفعل والارادة توصف بما لم يوجد بعد قال تعالى مخبراً { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } اي ليس الانتفاع بما يظهر للحواس الا قليل ومنه قولهم : تمتع بالرياض والمناظر الحسان . ويقال للاشياء التي لها أثمان : متاع تشبيهاً بالانتفاع به .