Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 49-49)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس ومجاهد وابن زيد : نزلت هذه الآية في ألحد بن قيس ، وذلك ان النبي صلى الله عليه وآله لما دعا الناس إلى الخروج إلى غزوة تبوك لقتال الروم جاءه ألحد ابن قيس ، فقال : يا رسول الله إني رجل مستهتر بالنساء فلا تفتني ببنات الاصفر ، قال الفراء : سمي الروم أصفر ، لأن حبشياً غلب على ناحية الروم ، وكان له بنات قد أخذن من بياض الروم وسواد الحبشة فكنّ صفراً لعساً ، فنزلت هذه الآية فيه . وقال الحسن وقتادة وأبو عبيدة وأبو علي والزجاج : معنى ولا تفتني ولا تؤثمني بالعصيان في المخالفة التي توجب الفرقة ، فتضمنت الآية ان من جملة المنافقين من استأذن النبي صلى الله عليه وآله في التأخر عن الخروج ، والاذن رفع التبعة في الفعل ، وهو والاباحة بمعنى ، وقال له { لا تفتني } اي لا تؤثمني بأن تكلفني المشقة في ذلك فأهم بالعصيان أو لا تفتني ببنات أصفر على ما حكيناه ، فقال الله تعالى { ألا في الفتنة سقطوا } أي وقعوا في الكفر والمعصية بهذا القول وبهذا الفعل . والسقوط الوقوع إلى جهة السفل ووقوع الفعل حدوثه وسقوطه أيضاً . وقوله { وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } اخبار منه تعالى أن جهنم مطيفة بما فيها من جميع جهاتها بالكافرين . والاحاطة والاطافة والاحداق نظائر في اللغة . ولا يدل ذلك على انها لا تحيط بغير الكفار من الفساق الا ترى أنها تحيط بالزبانية والمتولين للعقاب ، فلا تعلق للخوارج بذلك .