Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 66-66)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ عاصم { إن نعف } بنون مفتوحة وضم الفاء { نعذب } بالنون وكسر الذال { طائفة } بالنصب . الباقون بضم الياء في ( يعف تُعذب طائفةٌ ) بضم التاء ورفع طائفة . من قرأ بالنون فلقوله { ثم عفونا عنكم } ومن قرأ بالتاء فالمعنى ذاك بعينه . وأما { تعذب } فمن قرأ بالتاء ، فلان الفعل في اللفظ مسند إلى مؤنث . قوله تعالى : { لا تعتذروا } صورته صورة النهي والمراد به التهديد . والمراد ان الله تعالى امر نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهؤلاء المنافقين الذين يحلفون بأنهم ما قالوه إلا لعباً وخوضاً على وجه التهزيء بآيات الله { لا تعتذروا } بالمعاذير الكاذبة فانكم بما فعلتموه { قد كفرتم } بعد أن كنتم مظهرين الايمان الذي يحكم لمن اظهره بأنه مؤمن ، ولا يجوز ان يكونوا مؤمنين على الحقيقة مستحقين للثواب ثم يرتدّون ، لما قلناه في غير موضع : ان المؤمن لا يجوز عندنا أن يكفر لأنه كان يؤدي إلى اجتماع استحقاق الثواب الدائم والعقاب الدائم ، لبطلان التحابط . والاجماع يمنع من ذلك . والاعتذار اظهار ما يقتضي العذر ، والعذر ما يسقط الذم عن الجناية . وقوله { إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة } اخبار منه تعالى أنه ان عفا عن قوم منهم إذا تابوا يعذب طائفة أخرى لم يتوبوا . والعفو رفع التبعة عما وقع من المعصية وترك العقوبة عليها . ومثله الصفح والغفران . وقوله { بأنهم كانوا مجرمين } معناه انه انما يعذب الطائفة التي يعذبها لكونها مجرمة مذنبة مرتكبة لما يستحق به العقاب . والاجرام الانقطاع عن الحق إلى الباطل . واصله الصرم تقول : جرم الثمر يجرمه جرماً وجراماً إذا صرمه . والجرم مصرم الحق بالباطل وتجرمت السنة اذا تصرّمت قال لبيد : @ دمن تجرّم بعد عهد انيسها حجج خلون حلالها وحرامها @@ قال الزجاج والفراء : نزلت الآية في ثلاثة نفر فهرئ إثنان وضحك واحد قال ابن اسحاق : كان الذي عفا عنه مخشى بن حصين الأشجعي حليف بني سلمة لأنه انكر منهم بعض ما سمع فجعلت طائفة للواحد ويراد بها نفس طائفة . وأما في اللغة فيقال للجماعة طائفة ، لأنهم يطيفون بالشيء . وقوله تعالى { وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين } يجوز أن يراد به واحد على ما فسرناه .