Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 70-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
آية في الكوفي والبصري وآيتان في المدنيين آخر الأولى { وثمود } . قوله { ألم } صورته صورة الاستفهام ، والمراد به التقرير والتحذير . وإنما حسن في الاستفهام أن يخرج إلى معنى التقرير لأن الاحتجاج بما يلزمهم الاقرار به فقال الله تعالى مخاطباً لنبيه : ألم يأت هؤلاء المنافقين الذين وصفهم خبر من كان قبلهم من قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم وأصحاب مدين ، على وجه الاحتجاج عليهم فيتعظوا ، لأن الامم الماضية والقرون السالفة إذا كان الله تعالى إنما أهلكها ودمرها لتكذيبهم رسلها كان تذلك واجبا في كل أمة يساوونهم في هذه العلة ، فأقل احوالهم ألا يأمنوا أن ينزل بهم مثل ما نزل بأولئك . قال الرماني : والحكمة تقتضي إذا تساوى جماعة في استحقاق العقاب ان لا يجوز العفو عن بعضهم دون بعض مع تساويهم في الاحوال . وانما يجوز العدول من قوم إلى قوم في الواحد منا للحاجة وهذا يتم على قول من يقول بالأصلح ، ومن لا يقول بذلك يقول : هو متفضل بذلك وله ان يتفضل على من يشاء ولا يلزم ان يفعل ذلك بكل مكلف . وقوله { والمؤتفكات } قال الحسن وقتادة : هي ثلاث قرّيات لقوم لوط ولذلك جمعها بالالف والتاء . وقال في موضع آخر { والمؤتفكة أهوى } فجاء به على طريق الجنس . قال الزجاج : معناه ائتفكت بأهلها انقلبت . ومدين ابن ابراهيم اسم له . وقوله { أتتهم رسلهم بالبينات } معناه جاءت هؤلاء المذكورين الرسل من عند الله معها حجج ودلالات على صدقها فكذبوا بها فأهلكهم الله ، وحذف لدلالة الكلام عليه . ثم قال { فما كان الله ليظلمهم } اي لم يكن الله ظالماً لهم بهذا الاهلاك { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بأن فعلوا من الكفر والمعاصي ما استحقوا به الهلاك . وقيل ان الله تعالى اهلك قوم نوح بالغرق . واهلك عاداً بالريح الصرصر العاتية . وأهلك ثمود بالرجفة والصاعقة . وأهلك قوم ابراهيم بالتشتيت وسلب الملك والنعمة . وأهلك اصحاب مدين بعذاب يوم الظلة . وأهلك قوم لوط بانقلاب الارض ، كل ذلك عدل منه على من ظلم نفسه وعصى الله واستحق عقابه .