Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 76-76)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى عن هؤلاء المنافقين الذين عاهدوا الله ، وقالوا متى آتانا الله من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين أنه آتاهم ما اقترحوه ورزقهم ما تمنوه من الأموال ، وانهم لما آتاهم ذلك شحت نفوسهم عن الوفاء بالعهد . ومعنى ( لما ) معنى ( اذا ) إلا أن ( لما ) الغالب عليها الجزاء ، وهي إسم ، لأنها تقع في جواب ( متى ) على تقدير الوقت كقولك : متى كان هذا ، فيقول السامع : لما كان ذلك . و ( لما ) و ( لو ) لا يكونان إلا لما مضى بخلاف ( إن ) و ( إذا ) فانهما لما يستقبل الا أن ( لو ) على تقدير نفي وجوب الثاني لانتفاء الأول و ( لما ) يدل على وقوع الثاني لوقوع الاول . والبخل منع النائل لشدة الاعطاء ، ثم صار في اسماء الذي منع الواجب ، لأن من منع الزكاة فهو بخيل . قال الرماني : ولا يجوز أن يكون البخل منع الواجب بمشقة الاعطاء قال الزهير : @ ان البخيل ملوم حيث كان ولـ ـكن الجواد على علاته هرم @@ قال : لأنه يلزم على ذلك ان يكون الجود هو بذل الواجب من غير مشقة . وإنما قال زهير ما قاله لأن البخل صفة نقص . قال الرماني : ومن منع ما لا يضره بذله ولا ينفعه منعه مما تدعو اليه الحكمة فهو بخيل ، لانه لا يقع المنع على هذه الصفة إلا لشدة في النفس ، وإن لم يرجع إلى ضرر ؛ وقال عبد الله بن عمر والحسن ومحمد ابن كعب القرطي : يعرف المنافق بثلاث خصال : إذا حدث كذب ، وإذا وعد خلف وإذا ائتمن خان . وخالفهم عطاء ابن ابي رياح في ذلك وقال : إن النبي صلى الله عليه وآله إنما قال ذلك في قوم من المنافقين . وروي ان الحسن رجع إلى قول عطاء . وقوله { وتولوا } اي أعرضوا عما عاهدوا الله عليه . وقوله { وهم معرضون } اخبار منه بأنهم معرضون عن الحق بالكلية .