Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 93-93)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بين الله تعالى في هذه الآية ان السبيل والطريق بالعقاب والحرج انما هو للذين يطلبون الاذن من رسول الله في المقام ، وهم مع ذلك اغنياء يتمكنون من الجهاد في سبيل الله ، الراضين بكونهم مع الخوالف من النساء والصبيان ومن لا حراك به . ثم قال : وطبع الله على قلوبهم بمعنى وسم قلوبهم بسمة تعرفها الملائكة فيميزون بينهم وبين غيرهم من المؤمنين ، ويحتمل أن يكون المراد انه بمنزلة المطبوع في أن لا يدخلها الايمان كما لو طبعوا على الكفر . ومثله قوله { صم بكم عمي } ومعناه لترك تلفظهم بالحق وعدولهم عن سماع الحق وانصرافهم عن النظر إلى الصحيح كأنهم صم بكم عمي ، وهم لا يعلمون ذلك ، ولا يدرون إلى ما يصير أمرهم من عقاب الابد ، ولا يعرفون ما يلزمهم من احكام الشرع ما يعرفه المؤمنون . وقال البلخي : معناه لالفهم للخلاف والمعصية كأنهم لا يعلمون ، والتقدير ان حكم هؤلاء المذكورين بهذه الاوصاف بخلاف من قد تحصن من العقاب بالايمان ، لأنهم قد فتحوا على انفسهم ابواب العذاب .