Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 9-10)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أما قوله تعالى : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } ففيه وجوه : أحدها : أن الهاوية من أسماء النار وكأنها النار العميقة يهوى أهل النار فيها مهوى بعيداً ، والمعنى فمأواه النار ، وقيل : للمأوى أم على سبيل التشبيه بالأم التي لا يقع الفزع من الولد إلا إليها وثانيها : فأم رأسه هاوية في النار ذكره الأخفش ، والكلبي ، وقتادة قال : لأنهم يهوون في النار على رؤوسهم وثالثها : أنهم إذا دعوا على الرجل بالهلاك قالوا : هوت أمه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه حزناً وثكلاً ، فكأنه قيل : { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ } فقد هلك . ثم قال تعالى : { وَمَا أَدْرَاكَ ما هيه } قال صاحب الكشاف : هيه ضمير الداهية التي دل عليها قوله : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } في التفسير الثالث : أو ضمير هاوية : والهاء للسكت فإذا وصل جاز حذفها والاختيار الوقف بالهاء لاتباع المصحف والهاء ثابتة فيه ، وذكرنا الكلام في هذه الهاء عند قوله : { لَمْ يَتَسَنَّهْ } [ البقرة : 259 ] { فَبِهُدَاهُمُ اقتده } [ الأنعام : 90 ] { مَا أَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ } [ الحاقة : 28 ] .