Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 109-109)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اعلم أنه قرأ حفص عن عاصم { نُوحِى } بالنون ، والباقون بالياء { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ، ورواية حفص عن عاصم : { تَعْقِلُونَ } بالتاء على الخطاب ، والباقون : بالياء على الغائب . واعلم أن من جملة شبه منكري نبوته عليه الصلاة والسلام أن الله لو أراد إرسال رسول لبعث ملكاً ، فقال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ مّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } فلما كان الكل هكذا فكيف تعجبوا في حقك يا محمد والآية تدل على أن الله ما بعث رسولاً إلى الحق من النسوان وأيضاً لم يبعث رسولاً من أهل البادية . قال عليه الصلاة والسلام : " " من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل " " ثم قال : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلاْرْضِ فَيَنظُرُواْ } إلى مصارع الأمم المكذبة وقوله : { وَلَدَارُ ٱلاْخِرَةِ خَيْرٌ } والمعنى دار الحالة الآخرة ، لأن للناس حالتين حال الدنيا وحال الآخرة ، ومثله قوله صلاة الأولى أي صلاة الفريضة الأولى ، وأما بيان أن الآخرة خير من الأولى فقد ذكرنا دلائله مراراً .