Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 66-66)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اعلم أن الموثق مصدر بمعنى الثقة ومعناه : العهد الذي يوثق به فهو مصدر بمعنى المفعول يقول : لن أرسله معكم حتى تعطوني عهداً موثوقاً به وقوله : { مِنَ ٱللَّهِ } أي عهداً موثوقاً به بسبب تأكده بإشهاد الله وبسبب القسم بالله عليه ، وقوله : { لَتَأْتُنَّنِى بِهِ } دخلت اللام ههنا لأجل أنا بينا أن المراد بالموثق من الله اليمين فتقديره : حتى تحلفوا بالله لتأتنني به . وقوله : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } فيه بحثان : البحث الأول : قال صاحب « الكشاف » : هذا الاستثناء متصل . فقوله : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } مفعوله له ، والكلام المثبت الذي هو قوله : { لَتَأْتُنَّنِى بِهِ } في تأويل المنفي ، فكان المعنى : لا تمتنعون من الإتيان به لعلة من العلل إلا لعلة واحدة . البحث الثاني : قال الواحدي للمفسرين فيه قولان : القول الأول : أن قوله : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } معناه الهلاك قال مجاهد : إلا أن تموتوا كلكم فيكون ذلك عذراً عندي ، والعرب تقول أحيط بفلان إذا قرب هلاكه قال تعالى : { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } [ الكهف : 42 ] أي أصابه ما أهلكه . وقال تعالى : { وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ } [ يونس : 22 ] وأصله أن من أحاط به العدو وانسدت عليه مسالك النجاة دنا هلاكه ، فقيل : لكل من هلك قد أحيط به . والقول الثاني : ما ذكره قتادة { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } إلا أن تصيروا مغلوبين مقهورين ، فلا تقدرون على الرجوع . ثم قال تعالى : { فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } يريد شهيد ، لأن الشهيد وكيل بمعنى أنه موكول إليه هذا العهد فإن وفيتم به جازاكم بأحسن الجزاء ، وإن غدرتم فيه كافأكم بأعظم العقوبات .