Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 74-75)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القصة الثالثة ، قصة لوط عليه السلام اعلم أنه سبحانه بعد بيان ما أنعم به على إبراهيم عليه السلام أتبعه بذكر نعمه على لوط عليه السلام لما جمع بينهما من قبل ، وههنا مسألتان : المسألة الأولى : في الواو في قوله : { وَلُوطاً } قولان : أحدهما : وهو قول الزجاج أنه عطف على قوله : { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ } [ الأنبياء : 73 ] . والثاني : قول أبي مسلم أنه عطف على قوله : { آتينا إِبْرٰهِيمَ رُشْدَهُ } [ الأنبياء : 51 ] ولا بد من ضمير في قوله : { وَلُوطاً } فكأنه قال وآتينا لوطاً فأضمر ذكره . المسألة الثانية : في أصناف النعم وهي أربعة وجوه : أحدها : الحكم أي الحكمة وهي التي يجب فعلها أو الفصل بين الخصوم وقيل هي النبوة . وثانيها : العلم ، واعلم أن إدخال التنوين عليهما يدل على علو شأن ذلك العلم وذلك الحكم . وثالثها : قوله : { وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَـٰئِثَ } والمراد أهل القرية لأنهم هم الذين يعملون الخبائث دون نفس القرية ولأن الهلاك بهم نزل فنجاه الله تعالى من ذلك ، ثم بين سبحانه وتعالى بقوله : { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَـٰسِقِينَ } ما أراده بالخبائث ، وأمرهم فيما كانوا يقدمون عليه ظاهر . ورابعها : قوله : { وَأَدْخَلْنَـٰهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } وفي تفسير الرحمة قولان : الأول : أنه النبوة أي أنه لما كان صالحاً للنبوة أدخله الله في رحمته لكي يقوم بحقها عن مقاتل . الثاني : أنه الثواب عن ابن عباس والضحاك ، ويحتمل أن يقال : إنه عليه السلام لما آتاه الله الحكم والعلم وتخلص عن جلساء السوء فتحت عليه أبواب المكاشفات وتجلت له أنوار الإلهية وهي بحر لا ساحل له وهي الرحمة في الحقيقة .