Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 75-75)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أما المنافع : فهي قوله : والمراد أولئك يجزون الغرفات والدليل عليه قوله : { وَهُمْ فِى ٱلْغُرُفَـٰتِ ءامِنُونَ } [ سبأ : 37 ] وقال : { لَهُمْ غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ } [ الزمر : 20 ] والغرفة في اللغة العلية وكل بناء عال فهو غرفة والمراد به الدرجات العالية . وقال المفسرون الغرفة اسم الجنة ، فالمعنى يجزون الجنة وهي جنات كثيرة ، وقرأ بعضهم : أولئك يجزون في الغرفة وقوله : { بِمَا صَبَرُواْ } فيه بحثان : البحث الأول : احتج بالآية من ذهب إلى أن الجنة بالاستحقاق فقال الباء في قوله : { بِمَا صَبَرُواْ } تدل على ذلك ولو كان حصولها بالوعد لما صدق ذلك . البحث الثاني : ذكر الصبر ولم يذكر المصبور عنه ، ليعم كل نوع فيدخل فيه صبرهم على مشاق التفكر والاستدلال في معرفة الله تعالى ، وعلى مشاق الطاعات ، وعلى مشاق ترك الشهوات وعلى مشاق أذى المشركين وعلى مشاق الجهاد والفقر ورياضة النفس فلا وجه لقول من يقول المراد الصبر على الفقر خاصة ، لأن هذه الصفات إذا حصلت مع الغنى استحق من يختص بها الجنة كما يستحقه بالفقر . وثانيهما التعظيم : وهو قوله تعالى : { ويلقون فيها تحية وسلاماً } : قرىء { يُلْقُون } كقوله : { وَلَقَّـٰهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } [ الأنسان : 11 ] و { يُلْقُون } كقوله : { يَلْقَ أَثَاماً } [ الفرقان : 68 ] ، والتحية الدعاء بالتعمير والسلام الدعاء بالسلامة ، فيرجع حاصل التحية إلى كون نعيم الجنة باقياً غير منقطع ، ويرجع السلام إلى كون ذلك النعيم خالصاً عن شوائب الضرر ، ثم هذه التحية والسلام يمكن أن يكون من الله تعالى لقوله : { سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ } [ يس : 58 ] ويمكن أن يكون من الملائكة لقوله : { وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ * سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ } [ الرعد : 23 ، 24 ] ويمكن أن يكون من بعضهم على بعض . أماقوله :