Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 38-39)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى : { وَعَاداً وَثَمُودَ } أي وأهلكنا عاداً وثمود لأن قوله تعالى : { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } دل على الإهلاك { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مّن مَّسَـٰكِنِهِمْ } الأمر وما تعتبرون منه ، ثم بين سبب ما جرى عليهم فقال : { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَعْمَـٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } فقوله : { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَعْمَـٰلَهُمْ } يعني عبادتهم لغير الله { فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } يعني عبادة الله { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } يعني بواسطة الرسل يعني فلم يكن لهم في ذلك عذر فإن الرسل أوضحوا السبل . ثم قال تعالى : { وَقَـٰرُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ } عطفاً عليهم أي : وأهلكنا قارون وفرعون وهامان . ثم قال تعالى : { وَلَقَدْ جَاءهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيّنَـٰتِ } كما قال في عاد وثمود : { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } أي بالرسل ، ثم قال تعالى : { فَٱسْتَكْبَرُواْ } أي عن عبادة الله وقوله : { فِى ٱلأَرْضِ } إشارة إلى ما يوضح قلة عقلهم في استكبارهم ، وذلك لأن من في الأرض أضعف أقسام المكلفين ، ومن في السماء أقواهم ، ثم إن من في السماء لا يستكبر على الله وعن عبادته ، فكيف يستكبر من في الأرض . ثم قال تعالى : { وَمَا كَانُواْ سَـٰبِقِينَ } أي ما كانوا يفوتون الله لأنا بينا في قوله تعالى : { وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ } [ العنبكوت : 22 ] أن المراد أن أقطار الأرض في قبضة قدرة الله .