Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 57-57)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفيه مسائل : المسألة الأولى : قرأ حفص عن عاصم { فَيُوَفّيهِمْ } بالياء ، يعني فيوفيهم الله ، والباقون بالنون حملاً على ما تقدم من قوله { فَٱحْكُمْ فَأُعَذّبُهُمْ } وهو الأولى لأنه نسق الكلام . المسألة الثانية : ذكر الذين آمنوا ، ثم وصفهم بأنهم عملوا الصالحات ، وذلك يدل على أن العمل الصالح خارج عن مسمى الإيمان ، وقد تقدم ذكر هذه الدلالة مراراً . المسألة الثالثة : احتج من قال بأن العمل علة للجزاء بقوله { فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ } فشبههم في عبادتهم لأجل طلب الثواب بالمستأجر ، والكلام فيه أيضاً قد تقدم والله أعلم . المسألة الرابعة : المعتزلة احتجوا بقوله { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } على أنه تعالى لا يريد الكفر والمعاصي ، قالوا : لأن مريد الشيء لا بد وأن يكون محباً له ، إذا كان ذلك الشيء من الأفعال وإنما تخالف المحبة الإرادة إذا علقتا بالأشخاص ، فقد يقال : أحب زيداً ، ولا يقال : أريده ، وأما إذا علقتا بالأفعال : فمعناهما واحد إذا استعملتا على حقيقة اللغة ، فصار قوله { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } بمنزلة قوله لا يريد ظلم الظالمين هكذا قرره القاضي ، وعند أصحابنا أن المحبة عبارة عن إرادة إيصال الخير إليه فهو تعالى وإن أراد كفر الكافر إلا أنه لا يريد إيصال الثواب إليه ، وهذه المسألة قد ذكرناها مراراً وأطواراً .